آباء وأبناء في الشعر العربي/ بقلم: زيد الطهراوي

آباء وأبناء في الشعر العربي/ بقلم: زيد الطهراوي
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
تمتع الأب بحظ وافر من المحبة والاحترام،
ذلك أن التضحيات التي قام بها من أجل أبنائه عظيمة تستحق ذلك وأكثر؛ مع أن حسن صحابة الأم مقدمة على حسن صحابة الأب، وأجر الأم عند الله يضاعف على أجر الأب.
وقد ازدانت حركة الأدب العربي بآباء آخرين؛ وهم الذين تأثر بهم الشعراء والأدباء، فقد يكون هذا التأثر مصحوبا بالعاطفة، وقد يكون تأثرا بطريقته في الإبداع فقط.
فالأديب المصري محمود تيمور تأثر بالكاتب الفرنسي موباسان، وكان يصرح بذلك كثيرا مع اختلاف البيئة والثقافة.
أما نزار قباني فقد جمع تحت عباءته عددا كبيرا من المتأثرين، فقد ذكر الناقد رجاء النقاش أن محمود درويش في ديوانه الأول عصافير بلا أجنحة تأثر بنزار قباني تأثرا عجيبا، وكذلك الشاعر السعودي محمد الثبيتي تأثر بنزار في بداياته، أما الشاعرة الكويتية سعاد الصباح فلم تنفي تهمة التأثر بنزار؛ بل أعلنت أنه مدرسة شعرية وأنها لا تنكر تأثرها به.
أما الشاعر حبيب الزيودي فقد تأثر بالشاعر مصطفى وهبي التل (عرار)؛ ولكنه في ” مئوية عرار) ثار عليه؛ وأظهر براءته منه ففهمه البعض فهما خاطئا، ولم يتنبهوا إلى أن الشاعر لم ينف تأثره بعرار ولم ينكر إعجابه به، فقد كان عرار شاعرا مبدعا مثقفا، ولكن حبيب الزيودي أراد أن يبين للناس أن تأثره بهذا الشاعر لا يعني أنه فقد شخصيته الشعرية المتميزة، وأن محبته لهذا الشاعر لا يعني أنه نسخة طبق الأصل عنه.
جاءت قصيدته عنيفة؛ لتؤكد أن الشاعر له تفرده الخاص به واستقلاليته التي لن يتخلى عنها، كما يعجب الابن بأبيه ويحبه أكثر من محبته لشخص آخر ولكنه مع ذلك مستقل عن أبيه في كل شيء، قال حبيب الزيودي في مئوية عرار:
أبعد غمامك عن حقولي فهي تستسقي غمــــــــامي
اليومَ لي لغتي وترعى في مفاليها رئامـــــــــــــي
واليوم لي باعي وإيقاعي يفيض على كلامــــــي
واليوم لي قمحي وحوراني وعماني وشامـــــي
واليومَ لي وشمي وباديتي وقطعاني أمامـــــــي
خلفتني وحدي أجوس الأرض والبيد الظوامـــــي