أستظلُّ خميلةَ عينيكَ/ بقلم: مرام عطية

أستظلُّ خميلةَ عينيكَ/ بقلم: مرام عطية
************
يا غصنَ البانِ لا تلمني، لمَّا سرقَ القدرُ أقماركَ منِّي ، و فرشَ النوى بساطهُ الشَّاحبَ على كرومي جفَّ ألقي ، و حينَ تلاشت آخرُ غيمةٍ للقيانا، استوحشَ الربيعُ في صدري ، هدبَ الشَّجنُ ، و استعصى النسيانُ على نايِّ ، تركتُ خريفَ السِّنينِ يشكو للسَّماءِ قصةَ قهرهِ الموجعةِ و خيباتهِ المريرةَ في محطاتِ العمرِ مع أحمالي الثقيلةِ تحتَ قيظِ النهارِ الغجريِّ ، و أتيتُ أستظلُّ خميلةَ عينيكَ الوارفةَ الأحلامِ ، يحملني الشَّوقُ لأمواهها العسليةِ ، وتحثُّني خيولُ الَّلهفةِ لوريقاتٍ خضرَ خبَّأتها تحتلُّ ضلعكَ الأيسرِ ذاتَ حبورٍ ، يا للروعةِ ! بينَ ذراعيكَ أغترفُ السكينةَ، أستقي الحبَّ من نبعِ الندى، وأقطفُ برتقالَ الأماسي المتَّكئةِ على ضفافِ الذكرى !!
سأنثرُ الزمرُّدَ على صباحاتها الغافية وراء تلالِ الصِّبا، وأغرسُ مشاتلَ الحنين تحتَ شجرةِ اللوزِ التي شهدتْ أراجيحَ طفولتنا وقطارَ ألعابنا المدهشِ مع رفاقِ المدرسةِ؛ عساها تخبركَ عن قصةِ انتظاري الطويلِ، ووفائي الأسطوريِّ إذا طوانا يوماً الغيابُ.
______
مرام عطية