أشجار ضَاقَتْ غَلَل
بقلم: العربي الحميدي
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أشجار ضَاقَتْ غَلَل
أُغْلِقَ عَلَيَّ الفَهم
وَلَمْ أَعُد أَرى
سوى ما أرى
خُيُوطَ هَبَاب شَطّ
بِهَا النوى
صَاحت مُقْلَتَاي
من هَالَة سَدِيم
المنايا
وَهْجُ الشوق ضعف
لِرَأسه أجْذَال
طريق العيش
لَمْ يعد ينفع معه الْمِحَال
دَاخَ الْفِكْر
من
شُطَبِ الظُّلم الطِّوال
أَبْكِيكَ يِا رَاهِنا
من جَدْبِ الْجِبال الْقِحَال
أرى
على ضفاف الأمل
أَجْثَثاً
غَرْقَى قَوَارب الهجْرَة
تَذُوب بين أَسِنِّة الرِّمَال
خُطَبٌ قُمَاش
تَسُوقُ السُّوَرَ والأحَادِيث
في المساجد حِباَل
تُصِيبُ رَوَاكِد العقول ذَهَلَ
طُرُق هَجِنَت في ضِفَّة الغروب
وَشَرْقا تَلْقَى في المنابِرِ قُبَلَ
أَبْكِيكَ يَا مَنْ أَنْجَبتني
يا وطَنِي… نُوَاح
أَشْجَارك ضَاقَتْ غَلَلَ
شَيْبَات إنْكَسَرت لَفْحَا
وَقَوارب <الْخُضَّار>
تجرفها المياه
عَلَّهَا تبلغ
غَدًا ضَاحِيا مِيَاهُه ضَحَل
شرقا سَرَادِيب غَزَّة
تُسْقَى الضِّلَل
ولُحُود بين الضَّفة وغَزَّة سُهُماً عِقَال
أبكيك يا من أنجبتني
بين الأنذال مقيدا
أرتشف حنظل الْأَسْطَال
العربي الحميدي / المغرب