14 فبراير، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

أنا تلك الأنثى / فاطمة حرسان

 

 

أنا تلك الأنثى

 

 

١-

أنا تلك الأنثى

أحمل متلازمة الحنين،

أشابه وطني في اهتزازات القلق

واهتراءات الوعود

أنام على صدى الخوف

أفيق بتثاقل من بين الموتى

أيا وطناً متى نعود؟

 

أسكب الهذيان على عتبة الدار

أغلق أفواه القبور

أرفع رؤوس الأعمدة

وعلى أسلاكها تؤوب اسراب العصافير؛

تنقر من أصابعنا حَباً وحُباً

لا فزّاعة بعد اليوم تجفلنا

 

٢-

تفور جرة الحزن

من جديد.

قلتها لك لا توقظني

فالقلب غافٍ إلى حين .

وبعد تردد

ظننتني سأورق كباقي الأشجار

وأطمر الندبات.

 

اصّفرَّتْ سريعاً فُلّتي

قبل أن أعلّق بعض رائحتك

في زوايا البيت

 

٣-

هذه الذاكرة ثقيلة الحمل،

أركنها في غرفة فارغة

أجمع فيها:

عيون اللهفة،

وجوه الانتظار،

جداراً لا يغفو إلا حين عناء،

شاهدة أمي التي لا تكفّ عن التلويح

والعسلية التي مالتْ كثيراً بعنقها

فمنحتْ كامل عطرها

طوابعَ بريد.

 

*******

هذه الغرفة ضجّتْ

من صخب خرائبها

ونزيف الحنين.

 

******

أتوسدُ ذاكرتي

أسكنها

فتطفو بي تفاصيلها.

أحبس في حنجرتي كلَّ الأسئلة،

تجالسني المواعيد مع الذاكرة

وكذا مواعيد لا تعرف التأجيل،

 

فكيف للحرائق

أن

تلبسني النوم.

 

 

 

بقلم: فاطمة حرسان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.