أنا من مملكةُ السَّديرِ/ بقلم: مرام عطية

أنا من مملكةُ السَّديرِ/ بقلم: مرام عطية
___________
أنا يا قمريُّ الغِوى
في الجمالِ من مملَكَةِ السَّديرِ
لستُ من سلالةِ الأنبياءِ ولا من المترفينَ
ولا أمتُّ بنسبٍ لملكٍ أو لأميرٍ
أحلامي المخمليَّةُ مباركةٌ مثلَ شجرةِ أمِّي
جُبلتْ بالصبرِ تغرغرتْ بالدَّمعِ
وتَعمَّدتْ بندى الكادحين
ومن زيتونها يخطُ هذا الأثيرُ سطورهُ
ينامُ القَمرُ على سريري مساءً
ويصحو على أنفاسِي الصَّنوبرُ والياسمين
في الحزنِ
تنتشلني من بحور اليأسِ هدهدةُ الظِّلالِ
وتسعدني غبطةُ العصافيرِ
ألبسُ دهشةَ الفراشاتِ صباحاً فوق تلال الروضِ
أجمعُ الخيباتِ في جيبٍ مثقوبٍ
أدعو أميرَ الفنِ ليشكِّلَ لوحتهُ الآسرةَ
قصيدةً عصماءَ من عبير حرفي
تتلاشى جراحي حين يفرشُ الغديرُ
بساطهُ الأزرقُ على جسدي النحيلِ
وفي الحبِّ أنا الكونُ الفسيحُ
أساوري الوثيرةُ من خيوطِ الشَّمسِ
وأقراطي الماسيَّةُ من كريستالِ الهمسِ
يذرعني الفلاحُ أمنيةً عذبةً
على أجنحةِ النوارسِ العاشقةِ
أصيرُ خبزاً للجياعِ ونبيذاً للعاشقين
فلا تغريني بقصرِ الهوى
ولا فستانِ حريرٍ
أنا يا قمريُّ الغِوى
من مملكةُ السَّديرْ
——–
مرام عطية