أنتظرُكِ على مدرجِ الماء/ ثامر سعيد
وأنتِ تخصفينَ الحروفَ
إلى الحروفِ
تتجولينَ بينَ مساءٍ أنيقٍ
وغربةٍ شاسعة ،
ترقشينَ وسادتَكِ بالرغباتِ
وتتمرغينَ على تجاعيدِ السؤالِ .
الليلُ مرآةٌ صدئةٌ
فلا تبحثي عن وجهِكِ فيهِ
أطلقي عينيكِ للنوافذِ
ودَعي
أفعى الوساوسِ تتعرى خلفكِ
أيّتها الفارعةُ كنهرٍ حزينٍ
والممشوقةُ كسربِ حمام ،
دعيني ..
أصطادُ من الغيمِ قصائدَكِ
وأنثرُها على البحرِ
لأحصدَ الزبدَ عُشباً بلا أخطاء .
من قالَ لكِ :
إنَّ الغدَ بُعدٌ معطوبٌ
والأبيضَ محضُ خدعةٍ للبصرِ .
وأنا الهاوي كطيرٍ جريحٍ
على سريرِ عاشقةٍ
تذكي قنديلَها للبعيدِ
ما زالَ يطوحُني
من قميصِها الليليِّ
عطرٌ أزرقُ .
فتعالي ..
بأيِّ ملمحٍ تشائين ،
سأتقلدُكِ جرحاً من جناحِ وردةٍ
على أريجِها تَميسُ النجومُ
ويستعرُ السُكارى والمجانينُ .
وأتوشحُكِ نقشاً أمازيغياً
يلقنُ الصخرَ
لغةَ الرّيحِ وعواءَ الرّمالِ .
لا تتأخري ..
أنتظرُكِ على مدرجِ الماءِ .
الشاعر ثامر سعيد العراق