أول كلمة حب/ بقلم: سناء الداوود

أول كلمة حب/ بقلم: سناء الداوود
……………..
(…. إنَّه يوم الأحد 13/10 … تسميع شفهي باللُّغة العربية ذاك الأستاذ المرعب سيُجمّدُ الهواء في حلقي….
يا لله كيف سيمضي هذا اليوم؟
موعدنا اليوم أيضًا، سأمشي معه ونلتفُّ خلف المدرسة حتى لا يرانا أحد، من الضروري أن أحدّثه وأعرف صدق كلامه الذي أرسله لي ….
بالي مشغول هذا الصباح، أبي ذاهب إلى المحكمة ومن المحتمل ألا يعود إلّا بعد شهور…. سمعته يحدث أمي همسًا….)
-عرفت أنّكِ حصلتِ على أعلى درجة في شعبتك، مبروك..
-صحيح، الله يبارك فيك، قُلّي:
هل ما بعثته لي هو الحقيقة؟
-نعم ولن أغيّر حرفًا!
-وأنا سأقول لك: أنّني أحبكَ، ولن أحب غيرك أبدًا…
-أنا أحبكِ ولن أتخلى عنكِ أبدًا.
-أعلم ُ.. سيزوجونك بابنة عمك الأقرب..
-لا تخافي، مجرد كلام .
ها أنا. عدت إلى البيت، وغصّةُ أمي باديةٌ من طعم غدائنا ..
هل سيعود أبي؟
فرحتي بأول كلمة حب، مختبئة في إطار القلق خوفًا من بقاء أبي في المحكمة…
مضى وقت العصر….
مضى وقت الغروب..
والليل الطويل البارد….
غصّة أمي تناثرت دموعًا في كل أرجاء بيتنا، أبي…أبي تأخر..
أخوتي ناموا، معتادون على غيابه….
وكتابي أمامي سأخبره عن علامتي العالية في اللغة العربية فور َعودته..
سأخفي فرحتي بكلمة (أحبك). سيكشفني أبي يعرف كلَّ شيء، ماذا لو أخبره أحدهم أنّني مشيت مع ابن عمي…؟
مضى الوقت ثقيلاً، غفت أمّي، وانتصف الليل، لا كهرباء، العتمة والصمت، وأنفاسي… هل الأبواب مقفلة بشكل جيد…؟
لن يعود…لم يأت أحد من بيت جدّي ليسألنا عن أبي….
صوت …
صوت درّاجته….
فُتح باب البيت بالمفتاح…
إنَّهُ هوَ…. هذا أبي قد عاد…
ركضتُ إليه عبر العُتمة، ركضت ودموعي تمسح فخر العلامة المميزة وتغطي خجل الحب الطفل….
ارتميت في حضنه …في الحقيقة لم يكن حضنًا…. تمسكت ببنطاله، حسب طولي وصلت ل خصره…
تشبثت يداي بثيابه…وبكيت…بكيت..)
–وحدك مستيقظة؟ هيا للنوم، غدًا لديك ِ مدرسة.
سناء الداوود