أَمتلكُ ذاكرةَ سَمكة/ بقلم: إبراهيم مالك

أَمتلكُ ذاكرةَ سَمكة
بقلم: إبراهيم مالك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أَمتلكُ ذاكرةَ سَمكة،
مَشاعري مُشتّتة
وقلبي ضعيف
لا يصلح للعلاقات الطّويلة
التي تتطلب أن أحفظ
كُل التّواريخ والأحداث
التي تتعلق بكِ
كَعيد ميلادكِ مثلا،
وتاريخ دورتكِ الشّهرية!
لا يُمكنني أن أخبركِ
عن قُبلتنا الماضية،
والأماكن التي زرناها سابقا
وعن العصافير التي طارت بعيدا
وهي تُلوّح لي،
وتُخبرني عن لون شَعركِ
قد أقول لكِ
أن البنفسجي يليق بكِ اليوم
وغدا أقول لكِ الأزرق
ثم أنسى أن الأحمر لونكِ المفضل
وأنكِ تفضلين الفساتين
مفتوحة الصدر على المغلقة
ثم أعود وأخبركِ
أن المغلقة أفضل عليكِ
قد أكتبُ نصا
عن الحب
وأنسى أن أُضيف إليه
بعض رائحتكِ وبهاراتكِ
وربما أُصادفُ
امرأة جميلة
تُذكرني بكِ
ولا أميز بينكما
إلا بعد أن أغازلها
وحين نتبادل القُبل
أتوقف وأعتذر منها مُطولا
وأنا أستحضر طَريقة تقبيلكِ
أعلم أنّني
مُحاطٌ بكِ
من كل الجهات
وأنكِ تحومين حولي
مثل ملاكٍ قاتل،
لكنني سَمج وأرعن،
طباعي حادّة
وقلبي جاف
ولا يمكنني أن أحبكِ
إلا بهذه الطريقة
أُحبكِ..
كَسمكة فقدت حبيبها في عُمق البحر
لكنها ضلّت طريقها في البحث عنه
واتّجهت إلى اليَابسة.
Bråhim Målik