إنّها القُدس/ عطا الله شاهين
إنّها القُدس
وخريفٌ قدْ أحزَنَ الأُفقَ في هذا الصّريم
كشتاءٍ جاءَ مِنْ ذاك السّديم
يجلبُ السُّقام في فصلِ القحطِ
يُغرقُ النّاسَ بالحُزْنِ الأليم
ولا يتمنّاه البعير النّهيم
……….
إنها القُدس نسيمي
وبلْسمي لبُرْئي
……….
كُلّما عرّجتْ
على الدُّنيا خُطاها
أفَلَتْ الضّغائن عنْ فيءِ صوتِها
مسّتْ عِطرَ طِلّها
استيقظتْ
كُلُّ أشراف صِغرها
أبكي الرّحيلَ وصبرَ خجلها
إنّها القُدس نسيمي
وبلْسمي لبُرْئي
…….
استباحوا بسمةَ الغلمان في هذا الخرابِ
حرُموا عنْها
خلطةَ الدّقيق التُّرابي
عقّموا الأرحامَ بلا إنجابٍ
فزعاً مِنْ رُضّعِ الأماني
عقّموها
بأدويةِ العذَابِ
كسّروها
تَحْتَ أرجُلِ الآلامِ
أماتوها
بسلاسلِ الليلِ
أزالوها
مِنْ فجرٍ لغسقٍ
بالحرامِ
أبعدوها
مِنْ حينٍ لحينٍ
نحو جورٍ وسقامِ
أشعلوها
…..
سجّوها بالرّمادِ
عند أسوارِ المنافي
بتضرعاتٍ ودُعاءٍ
ارتدوا لباسَ الحدادِ
ثُم خطوا في العزاءِ
كتماسيحِ البُكاء
……..
يا أصحاب الجُرم في هذا الدّيجور
إنّها القُدسُ أساسي
وحُصُوني
بقلم: عطا الله شاهين