اخرجي من رمادِ اليأسِ/ بقلم: مرام عطية

اخرجي من رمادِ اليأسِ/ بقلم: مرام عطية
__________________
ياعروساً منذُ حقبٍ تختالُ على بردى
ومنذُ حبٍّ تتربعُ على عرشِ النَّدى
أنغامُ كناركِ نسماتُ وطنٍ
ماذا أصابَ اليومَ كناركِ الغردا؟
شالُكِ الحريرُ مهرُ عشقٍ قديمٍ
من نزعَ من شالكِ الحريرِ الشهدا؟
وعقدُكِ اللجينُ من حمصَ فيروزهُ
ما بالهُ الآن برياحِ الفقدِ مبددا
على خدِّكِ الأسمرِ تذبلُ أقمارُ الياسمين
وفي عينيكِ الكحلاوين تسيلُ أنهارُ دما
وأنا أبحثُ فيهما عن وجهِ أمِّي
فلا ألقى سوى السرابِ ممددا
أرتجفُ من البردِ ياأمِّي كعصفورٍ عصفَ به الزمهريرِ
فأين حضنكِ الدافئ يضمِّيني؟
وأخي الفاقدُ ذراعيهِ يسألُني عن قمحِ يديكِ كلَّ جوعٍ
فأينَ غيومُكِ الثرَّةُ تغذيهِ؟
انتهى صليلُ السيوف يا أمِّي
وماتزالُ رحى الحرب تطحننا
كأغمارِ الحنطة وتذرونا كالقشِ في القفارِ
عطشى مشرَّدين على الدروبِ كنعاجٍ تطاردها الذئابُ
نتسولُ الرحمةَ فيجيبنا السرابُ
أين حنانكِ الثرِّ ليروينا؟
يانجمةَ الشرقِ
لم أبالِ يوماً بوحشةِ الشتاءِ وفاكهتهُ اللذيذةُ سناكِ
أو أخشى حيناً تصحرَ العالمِ وواحةُ الحبِّ النديَّةُ عيناكِ
يا بنتَ الفينيقِ اخرجي من رمادِ اليأسِ
وعودي إلينا شمساً تزنِّرُ الرُّبا
فجراً نديَّا أو شلَّالَ ياسمين
——————-
مرام عطية