الجولان كان وسيبقى أرضًا سورية
بقلم: شاكر فريد حسن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب بشأن السيادة على مرتفعات الجولان السورية، يأتي في إطار السياسة الأمريكية الداعمة لإسرائيل كحليف استراتيجي لا غنى عنه في منطقة الشرق الأوسط، ودليل قاطع وواضح على الانحياز التام لها في كل سياساتها ومخططاتها الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية، ومحاصرة القضايا العربية. وهذه التصريحات هي بمثابة هدية سياسية لنتنياهو لشد أزره وتقديم الدعم السياسي له في حملته الانتخابية، لتحقيق فوز جديد لحزبه في الانتخابات البرلمانية الوشيكة.
وبالرغم من أن هذه التصريحات ليست مفاجئة، لكنها تمثل تحولًا خطيرًا وكبيرًا في سياسة أمريكا في الشرق الأوسط، والهدف من ورائها تعزيز وتعميق ارتباطها بحكومة ودولة الاحتلال، وتجزئة الوطن العربي، ونشر الفوضى والخراب والدمار في المنطقة، فضلًا عن تفكيك المواقف العربية، وخنق سورية بعد فشل لي ذراعها وتركيعها خلال حربها الطويلة ضد المجاميع والقوى الإرهابية الداعشية، التي تتلقى الدعم العسكري واللوجستي من أمريكا، وتمدها بالأسلحة والمال والعتاد.
لا شك أننا أمام تحدي كبير يتطلب اتخاذ مواقف أكثر صلابة وقوة، وتغيير في الاستراتيجيات العربية ضد أمريكا ومخططها الجهنمي الجديد ضد الدولة السورية والقضية الفلسطينية، المتمثل في مشروع ” صفقة القرن “، وتعزيز محور المقاومة القادر وحده على إفشال السياسة الأمريكية والمخطط الصهيوني الرامي
إلى تكريس الاحتلال في المناطق الفلسطينية وفي الجولان.
إن تصريحات الرئيس الأمريكي لن تغير من الواقع شيئًا، شاءت أم أبت، فالجولان كان وسيبقى أرضًا سورية عربية، والأهل في الجولان متمسكون حتى النخاع بوطنهم الأم، وبهويتهم السورية، وهم أكثر تصميمًا واصرارًا على تحريره وإعادته لسورية بكل الوسائل النضالية المتاحة، ولن تنجح أمريكا في خطتها الجديدة من فرض السيادة الإسرائيلية على الجولان، مهما اتخذت من قرارات معادية لسورية ولفلسطين.