الدمعة الأخيرة/ بقلم: ناديا رمال

الدمعة الأخيرة/ بقلم: ناديا رمال
……………..
سلام أيتها الفصول
اليابسة، المبللة،
المخضرة، والمصفرة
سلام، أيتها السنوات
الأخيرة الجميلة
وداع الأيام يثير حزني
ويسعد قلبي
أسير بخطوات بائسة
على أرصفة مهجورة
أريد أن المس ثانية
ولو لآخر مرة
هذه الورود الزاهية والذابلة
التي لا ينفذ عطرها الضعيف
إلى خريف الحدائق المقابلة لي
ألا بجهد.
نعم
في أيام الذبول هذه
عندما تموت الزهور
أجد فضولا” عظيما”
في عطرها المختبئ
ذكرى منكسرة
والدمعة الأخيرة من العيون
التي سيخبئها الندم إلى الأبد.
هكذا أستعد لأسافر بعيدا”
لأردد أصداء أسمك في ذاكرة المدن
التي لم نزرها
وعلى الطرقات التي لم نسلكها
لكي أندب الحظ السيء
لسنين طوال
وأنظر إلى الأمام مرة ثانية
وأفكر جيدا” بأحلامي
التي لم أسعد بها قط .
يا حب، يا أقدار، يا أمنيات
ويا عمر رائع جميل
أنا مدينة لكم
بقبلة على وجهي
ترى القبلة جميلة للمغتربة
الآن أريد أن اسمع الموسيقى
أن أشعل الضوء الخافت
أن أرتشف
حتى آخر رشفة من فنجان القهوة
التي تخلط المر بالحلو
عند قعر فنجان الهدوء الذي شربت
ربما تكون آخر قطرة
من حب دائم
ربما تكون قطرة أهملت
تستوعب قلبي وتتجاوب معه
ربما لضياع روحي
حالمة بك وانا أشرب القهوة
وربما وعد أخير
من أحد لا أعرفه
لا بد يرتديه الفرح للأبد
ربما، ربما
من يعلم؟
(الشاعرة ناديا رمال)