17 مارس، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

الشاعرة جنار نامق وألق المطاف في آخر المطاف “المرأة مصدر العطاء الإنساني في الحياة”/ عصمت شاهين دوسكي

الشاعرة جنار نامق وألق المطاف في آخر المطاف “المرأة مصدر العطاء الإنساني في الحياة”

 

الفعل الإرادي الذاتي يتجلى بعد الأحساس والشعور والمسؤولية وأتخاذ ما يمكن اتخاذه من قرارات ذاتية ايجابية ،تسمو بالأنسان نحو درجات الوعي الفكري والحسي والفني ،بأسلوب واضح ليس عليه غبار،هل يمكن أن نقسم الفعل الذاتي الأنساني إن كان أيجابياَ أو سلبياً ،إراديا أو لا أرادياَ بين فئة وأخرى ،بين عقل وآخر؟،ولو فرضنا المرأة بكل أنوثتها الناضجة وجمالها وفكرها وتواصلها وعطاءها اللا محدود فعل ، والرجل بكل امكانياته العضلية والفكرية والميدانية فاعل،فهل يمكن ان ينعكس الحال في زمن أصبح التغيير فيه مستمراً ؟، بحرية في الأفعال وليس في الأقوال،لمن يقدم أكثر ،ولمن يبدع أكثر،ولمن يجسد كل هموم البشر الذاتيه وتناقضاتها أكثر،مع الوصول الى أطياف الخلاص والحل الأمثل .

القادة الأدباء ،الشعراء همهم كيفية وصول الفكرة الى المتلقي بالصورة الصحيحة، لكن يبقى التميز والتألق خاصة إن كانت من تتصدر هذه القيادة ،هذه الحرية ،إمرأة شاعرة،تؤثر وتثير،الشاعرة المتوهجة ألقاَ (جنار نامق) أمرأة كالسنبلة تنحني ليس وهناً ،بل من غزارة أبداعها الفكري الحر ،الواضح اليسر ،الجميل في معطياته،كالفراشة الزاهية الألوان تنتقل من جنان الى جنان ،تعبر البحار والمدائن الهاربة وسط الضباب ،حاملة الرؤية الراقية لتبثها للسماء والقلوب النقية ،والذات الملتهبة حماساً وعطاءاً، وعطاءها لاينضب ،فالمرأة مصدر العطاء الأنساني في الحياة،كرمز ،كوجود،كجمال ،ككيان له فعل أرادي مؤثر في كل المجالات إن وجدت فيها ،في المحاضرات والأجتماعات والقاعات الادبية الشعرية،تجسد الشاعرة جنار نامق آلام حلبجة كألم أنساني وتنتقل الى الذات لتلمس فيضان ينابيع الحس الفني،ثم تنتقل الى الواقع لتصور بوعي تجليات الحرية والأمل والأجل حيناً والوهن والوسن حيناً آخر،عندما تتامل قصائد الشاعرة جنار نامق تحس أنك أمام شلال هادر نقي يصب في صلب الانسان،وعندما تشرب من هذا الشلال تحس بعذوبته تسري في أعماقك،ويوهبك عوالم خاصة بالحياة والنشاط والحيوية والحرية المناهضة للسكون ،للركود،ندنو من عوالم الشاعرة جنار نامق وقد صدرت لها مجموعة شعرية راقية ( آخر المطاف ) وهي تتصدر الفعل الحسي الجميل بأرادتها الواعية وهذا الفعل يكون انطلاقة نحو العلا ،مصدر نقطة انطلاق الفعل الحسي المتقد المقرر نحو الحرية والجمال والعطاء ناهيك عن الصورة الشعرية التي تتجلى فيها أبعاداً جمالية أكبر،والفعل الذاتي الارادي الذي ينطلق من بركان المشاعر يسمو بك الى القمم الجمالية ،تخشى أن تنظر الى الأسفل،فالعودة الى الوراء كنقطقة انطلاق الفعل دون حركة ،جمود متراكم،إحساس مؤلم عميق يجوب هواجس الأنسان،خاصة إن تعود أن يسير في سبل العطاء الدائمة،فهل يمكن وضع مقياس أمام الحس الفني ليريك هبوطك ..؟!! هو إضطراب داخلي يصعب التخلص منه خوفاً من ألغاء الوعي الفكري والفني ،والذي يسبب ألغاء حرية ،التواصل والأبداع والوصول الى الأحلام الهاربة .
) لقلبي لقاء
لقاؤك نقطة إنطلاقي
صوب العلا
فياليتني أعلم
لم أخش الهبوط (
إن كل فعل إرادي سليم يضع الخطى نحو تقدم سليم،فكيف إن كنا أمام فعل الحلم والحس والتأمل والخيال،إنها صورة متقدة لتفعيل الذهن ،لتجسيد صورة الذات المعنوية ،وألزام الروح لأدراك الحلم الذي لاينئى عن الواقع مهما كان مفزعاً،مرعباً،متمرداً..وبيان محراب الذكريات والآلام والندم التي تستعد لأستقبال العبرات المحترقة من وهلة مفاجئة لقاء الحلم بلواقع، الواقع الذي لا يكون فاعلاً بقدر الحلم الفاعل بحرية التصور والتأمل .
)حينما نلتقي
نفترق في هدوء
تذوقت منك همساتك وبسماتك
لكنك أخيراً
أفزعتني من حلمي
لم أجد في مقلتي
سوى دموع وذكريات وندم)
بالفعل والأدراك الحسي يبين الأنسان عن مكنوناته الغائرة في الأعماق،عن ذاته النائية وسط  دياجير المضادات الحياتية التي ترسو بالأنسان على شواطىء الضياع  تارةً وشواطىء الأمان تارةً أخرى ليستمر نحو الألق الروحي ،لتقدم  الطاقة بعد فاعل الضياع،والأبداع والتواصل بعد فاعل الأمان،تأثيرات وأنفعالات عنيفة بين الفعل والفاعل وتجليات حريتهما بقدر الذات الفكرية  واثباتها والاستمرار في العطاء بين رحلات الوجود واللا وجود، الحلم واللا حلم ،الحب واللا حب، تجدد معالم المخيلة ولا تعطلها ،ولا تنزع من الأنسان مراقبة ذاته أو الهروب منها نحو عوالم لا نهائية مغتربة .
(كلما أقتربت من طيفك
تهرب مني ذاتي
لأقدم على الضياع من جديد
دعك بعيداً
لأواصل معها رحلاتي )
يرى العالم النفساني ( أوغست كونت ) ” في الأهواء مرضاً حقيقياً للنفس،ينتهي بها الى تقديس موضوع معين ومحدد …” قد تكون الأهواء فعلاً عنيفاً ،الشاعرة جنار نامق قربت الصورة ( أضفت ) أرادة عاطفية بضمير ( أنا ) أو من خلال ضغط اللاوعي على فعل الأضافة للفكر وتداعيات الفكر والهواجس والمزاج والسلوك .
(حين أضفت لقاموسي إسماً
ولهاتفي رقماً
أضفت لهمومي هماً
وذكرى لذكرياتي المؤلمة)
الفعل الارادي الذاتي الشاعري لايستقيم إلا بوجود الفاعل وقد تكون أنت أنا فعلاً وفاعلاً في نفس الوقت ،في طيات الحلم والواقع ،في الخيال واللاخيال، في الإرادة واللاإرادة في الأستمرار واللا أستمرار ، الشاعرة جنار نامق جسدت التضاد الفكري في التعامل بصورة  فكرية ،شعرية واضحة بتجلي أدق تفاصيل الحياة ( لقاؤك، تذوقت،دعك بعيداً،أضفت لقاموسي إسماً ولهاتفي رقماً )ولاشك ان الحالة الاجتماعية والثقافة والبيئة تؤثر بشكل فعال في ديمومة الأبداع وحرية التفكير في الذات الحرة،رغم كل التناقضات المتجلية فيها،فالأفكار المكنونة في اعماق الروح تنفجر في حالة انسانية ،إجتماعية،ذاتية ،حسية ما ،في أي وقت كان ،يقول الكاتب الألماني فيشتر: ( إنه من المهم جداَ ان نلاحظ إن البشر يفكرون اكثر الأحيان بأتجاه الأفكار المسبقة التي تسود وضعهم الاجتماعي،وهذا  يعني إنهم لا يتصرفون كآلات ….)وهل من الممكن أن يتصرف الأديب كفعل الألة في زمن تجليات الحرية والديمقراطية إن وجدت كفعل وفاعل في مسيرة الأنسان العملية والفكرية والاجتماعية والعاطفية والذاتية بصورة عامة ؟
 ************
جنار نامق ….
السيرة الذاتية
جنار نامق ولادة بابل دبلوم فني بالاعلام خريجة المعهد الفنى – اربيل 2008 بكالوريوس اعلام بكلية الاداب – جامعة صلاح الدين عضو فاعل في نقابة صحفيين كوردستان عضو اتحاد كتاب الكورد عضو الفيدراسيون الدولى للصحفيين العالمية مدير عام لفرع مؤسسة القلم الحرالمصرية في اقليم كردستان العراق معيدة في جامعة صلاح الدين بكلية الاداب قسم الاعلام النتاجات الادبية ؟
1. ذكريات تقويم مرهق/ 1999 من منشورات حركة المثقفين الجدد الكورد. 2. تنسى الكؤوس ان تجرعنى/ 2004 من منشورات حركة المثقفين الجدد الكورد. 3. مواسم التساقط/ 2008 من مطبوعات المديرية العامة للصحافة والطبع والنشر ،وزارة الثقافة والشباب بأقليم كوردستان. 4. قصائد منتخبة /2006 من منشورات مؤسسة الطباعة والنشر اراس للطباعة والنشر – اربيل 5. اقول لكأسٍ اعذرني لن ارتشفك /2011 من مطبوعات المديرية العامة للصحافة والطبع والنشر ،وزارة الثقافة والشباب بأقليم كوردستان. . 6. اشبهك/ مجموعة شعرية 7. اخر المطاف/ مجموعة شعرية باللغة العربية / 2014/ من مطبوعات دار الثقافة والنشر الكوردية في بغداد 8 8. الجينوسايد وانفال الكورد /دراسة تحليلة لمجلة انفالستان/ 2013 / من مطبوعات المركز الثقافي في كركوك.

من كتابي ( المرأة الكوردية بين الأدب والفن التشكيلي ) الذي لم يطبع لحد الآن …

 

بقلم: عصمت شاهين دوسكي

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.