العمر جولات والجولة أنثى/ بقلم: مها عفاني
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لماذا نعاني من أزمة العمر في الشرق؟!
نبذر أحلامنا منذ الصبا، وقبل أن تثمر، نغير مخططاتنا وميولنا بما يلائم الأفكار المشحونة بثقافة العيب، والعادات المهترئة منذ زمن ستي (الجدة)
والتي تحاول الأمهات أن تورثها لنا، وكلما حاولنا التمرد، تصرخ بكلمة كنا وكنا،
كبرنا وحملنا أحلامنا في جيوب القهر والخنوع، لم نحقق شيئًا ووقعنا في فجوات الأجيال
وطُحنت الأنثى وهي فقط تنتظر عريس الغفلة، لأن باب الحب ما زال للعاهرات فقط في نظر الكثيرين من الحيوانات الذي يعرفون أن يناموا على الحلم لا أن يحققوا حلما في نظرهم محرم.
وكبرنا أكثر منا من تمرد واستقل بأحلامه، وقاد ثورة رفض مستمرة، ومنا ما خضع وركع لأبو الهول الذي يتقمصه الرجل (عفوا الذكر) الذي يفكر بعضلاته لأنه مشروع رجل فاشل،
وكبرت هي بما يكفي لأن تبقى تغازل ملامح الصبا بقلم الكحلة، والقامة التي ما انحنت يوما، ترتدي العطر وتنتقي أقلام الروج الهادئة،
تواظب على قياس وزنها مقارنة مع مشاعرها لا مع عمرها،
تعتبر الحياة كَلعبة شد الحبل،
تشده بقسوة ونعومة كي لا تخدش يديها،
وترفض الوقوع أو الاستسلام للطرف الآخر
وما زالت ممسكة بطرف الحبل دون الالتفات لمن يسقط خلفها أو ما يتساقط من عبارات تدل على انهزام الغباء الاجتماعي
وهي تنتصر في كل جولة من جولات العمر.
مها عفاني
الأردن