الرباط – على عكس المخيمات المخصصة للترفيه تنتعش في شواطئ متفرقة بالمغرب، مخيمات خاصة بالقراءة ومكتبات شاطئية.
المشهد يأتي ضمن برنامج “القراءة على الشاطئ”، الذي أطلقته الشبكة الوطنية للقراءة بالمغرب (غير حكومية).
ويستفيد خلال الصيف الجاري أكثر من 10 آلاف طفل مغربي من مخيمات القراءة التي تشمل 22 مخيماً، ما بين شمالي المغرب وجنوبه، بهدف خلق “جيل قارئ”.
التجربة التي تحمل شعار “القراءة سفر ومتعة” انطلقت قبل 3 سنوات لكنها تدشن هذه المرة تجربتها الثالثة بانضمام شركاء آخرين حكوميين وغير حكوميين، بينهم وزارة الشباب والرياضة والجامعة الوطنية للتخييم ووزارة الثقافة ومؤسستي أجيال لحماية حقوق الإنسان والبنك الشعبي.
وقالت رشيدة رقي رئيسة شبكة القراءة بالمغرب إن “تجربة مخيمات القراءة إيجابية وتمضي في تقدم سنة بعد أخرى، كما تعرف إقبالاً كبيراً من قبل المصطافين سواء من الأطفال المشاركين في المخيمات أو من قبل عموم المصطافين في الشواطئ الذين يأخذون الكتب من المكتبة الشاطئية من أجل القراءة”.
وأضافت “نستهدف خلال هذا الصيف 10 آلاف طفل وطفلة، لكننا نعتقد أن هذا الرقم قليل جداً بالنسبة لعدد المصطافين والأطفال المغاربة عموماً”.
ودعت وزارة الثقافة إلى أن تبني المبادرة والقيام بكل أدوارها في توفير مكتبة لكل مخيم، وزيادة الطاقة الاستيعابية للمخيمات حتى تستقبل أعداداً أكبر، وأضافت أن “جمعية واحدة لا يمكن أن ترسخ وحدها عادة القراءة عند الأطفال المغاربة”.
وحسب معطيات وزارة الشباب والرياضة، يبلغ عدد المستفيدين من المخيمات الصيفية بالمغرب نحو 250 ألفاً من مختلف الأعمار، أمام طلب كبير من قبل الأطفال على الاستفادة من التخييم.
ليس بالترفيه فقط
يتولى تنظيم ورش القراءة 55 منظماً سبق وأن تلقوا تدريبات عالية على الأمر يتنقلون عبر المخيمات المختلفة من أجل كسر فكرة أن الصيف مخصص للترفيه فقط.
ويتم تجهيز المخيم للقراءة منذ اليوم الأول بتوفير مكتبة تضم 100 كتاب لتداولها بين المشاركين، قبل أن يتم إطلاق ورشات للقراءة في الأيام اللاحقة.
وأوضحت رشيدة رقي “مهما فعلنا فهو لا شيء مقارنة بالهدف الكبير.. وما نقوم به هو فقط من أجل أن نقول نعم للقراءة في المخيمات ونعم هناك إقبال على الكتاب في الصيف”.
وتابعت “الإيجابي في الأمر هو أن هناك إقبال من الجمعيات وشباب المصطافيين على الكتب، التي نضعها بالشاطئ، وعندما نضع المائة كتاب في أي شاطئ فإن الكل يأتي لاستعارة كتاب للقراءة”.
وتركز شبكة القراءة على هذا البرنامج الصيفي “إيماناً منها بأهمية المخيمات في بناء شخصية الطفل، ما يجعل من عملية التعريف بفوائد القراءة داخل هذه المخيمات أمراً ضرورياً، عبر تشجيع الأطفال والشباب على ممارسة فعل القراءة، وترسيخه كفعل يومي يحقق المتعة والاستفادة المعرفية، واكتساب قيم المواطنة والانخراط الفعال في المجتمع”.
وتأسست شبكة القراءة بالمغرب سنة 2013 ولها فروع في مدن مغربية عديدة، حيث تنظم أنشطتها في فضاء المؤسسات التعليمية العمومية، والمكتبات ومراكز إعادة الإدماج، والمؤسسات السجنية، والساحات، والحدائق العمومية.
http://www.middle-east-online.com/?id=254198