النورس …/ بقلم: سالم الياس مدالو
مسرحية قصيرة جدا –
مشهد – 1 –
المكان شاطئ البحر نهار مشرق مضيئ
فوق رمال الساحل نورس مقصوص الجناحين
تبدو على محياه علامات الحزن والشقاء
طوال النهار يصدر زعيقا حزينا يمزق القلب
مشهد – 2 –
الوقت ليل
النورس المقصوص الجناحين على رمال الشاطئ
نائم ومن حركة عينيه يعرف انه يحلم
ترى بماذا يحلم؟
ربما بجناحيه البيضاوين اللذين افتقدهما بمعركة
غير متكافئة مع بنات آوى وثعالب
مشهد -3 –
الوقت صباح
النورس على رمال الشاطئ جائع يبحث عن شيء ما يأكله ربما
عن بقايا طعام خلفته العوائل على الشاطئ، يسمع صوت عواء يأتيه
من بعيد يتلفت يمنة يسرة شمالا جنوبا يلمح ابن آوى قادم من بعيد
يركض النورس باتجاه موج البحر مرعوبا مطلقا زعيقا متذكرا ماذا فعلت
بجنحيه الثعالب جعلت منه نورسا بائسا مقعدا، استمر النورس
بإطلاق زعيقه وصراخه كما لو انه يطلب النجدة
سمعه اخوانه واخواته النوارس، بان في الافق سربا من النوارس
هبط افراد السرب مسرعين لتنقر ابن آوى في رأسه في عينيه
وفي جميع اجزاء جسمه الى ان جعلت منه جثة هامدة مضرجة بدمائها
مشهد -4 –
ذات النورس المعاق على الشاطئ وقد نبت له جناحان من شدة فرحه
لمصرع ابن آوى
مشهد -5 –
نورس حالم وفرح بجناحين جديدين
يحلق في الافق المترامي الاطراف وفوق البحر
وفي قلبه لحن عذب جميل هو لحن الحب الطبيعة والحياة.
سالم الياس مدالو