بغدادُ .. يا صبر الفقراء / سعدي عبد الكريم

 

بغداد
يا صبر الفقراء
وصلاة الأنبياء
أحلام الشعراء
وأقبية يُسلخ فيها
جلود المحكومين بالموت
قبل النَّحر !
في محكمة الثورة
بفرمان القتل بالجملة
ومحاكم سرية
يُرحلون منها الى حُجرٍ

سريةٍ،
ودهاليز معتمةٍ
في أزقة خاليةٍ
وأمكنة نائيةٍ
وعلى أرصفة الطغاة القدماء
والساسة الحكماء 
وشيوخ الدين
وأصحاب رؤوس الأموال
والفاتحون،
الممتطون ظهور دبابات
المُحتل !
ولا استثني منهم

أحداً !

*****

 

بغداد  …
من كان يُبرق 
في كبد السماء
ويضيء ملحمة المساء
من كان يملأ الكأس
بخمر الرضاب ويسقيكِ
وينهل من شفتيكِ
مجمرة البقاء
من كان يبرق
في صمتكِ الوضاء
غير ملامحي
فأنا الذي شافيتكِ 
من جراح الحروب
ووقفت كفارسٍ بلا سيف  !
على بواباتكِ
احرس ستر وجهكِ 
من الأغراب
وحملتكِ مليون قنطار

من الأحلام
وأنتِ
غارقة بكون من الآثام
حدَّ الخطيئة
وحدَّ الخديعة
يا سِّفْر كل العاشقين
وهوادج كل النازحين
الى الفراغ !
أيتها المدينة الحالمة
بالرثاء  !
في قصائد الشعراء
ومواويل كل الراحلين
الى السماء
ما لي أراك ؟!
مدججة بالوجع اليوميّ
والفزع اليوميّ
والخراب اليوميّ
وقد شاب عقد الياسمين

على الشفاه
وترهل الجسد الطريّ
واجذبت النهود
وأينعت ارض الخراب 
وراح الكِبّْر ينخر في العيون 
حتى أزاح عنها الكبرياء
أنا في انتظاركِ
فأرجعي،
ما دام في العمر بقاء

أرجعي …

يا صبر كل الفقراء !

 

الشاعر سعدي عبد الكريم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *