بين العشق والنار/ايفان زيباري
بين العشق والنار …. قصة قصيرة
1
العشق والنار لعبة العشاق والثوار، إذن من المنطق أن يجتمع الاثنان على طاولتي فأنا نصف عاشق ونصف ثائر ففي خضم المأساة التي تعيشها القصيدة أرى خيوط هاتين اللؤلؤتين ترافقان سهرتي أرى كيف ينهش اللهب رماد شرايين يساري وقفت حينها في آخر نقطة من شواطئ عينيك وأشعلت سيجارة رأيت في دخانها وجهك فالتقطت منه عنب شفتيك وارتشفت من خطوط يديك بعضا من النسيان وأبحرت سنابلك الشقراء معي وجدت نفسي حينها غارقا في ظلال العشق والنار.
2
تطاردني ترانيم الحنين كلما شطبت كلمة أو حرفا من قصيدتي لا أعرف أشعر كأنني تركت خلفي بقايا صامتة تأبى الانصياع لقلمي هذا ما يحصل ويدور في أروقة ما تملكينه من زمرد وياقوت فبين صهيل صوتك القادم من الأفق وهذيان الذاكرة أحاول أن أخفى بعضا من أوجاع القدر الذي لطالما كان النقطة الشاردة في هوامش رجولتي.
3
دائما أحاول أن أكون هادئا في كتاباتي لا سيما تلك التي أناضل فيها من أجل إيصال رسائل الشوق لذا دائما أقول لك لا تدخليني في متاهات الهوى فأن لدغته تحول ما اكتبه إلى مقطوعة موسيقية غير قابلة للترويض أمام قوانين جسدك الذي لطالما تجاوزته بكبريائي بنرجسيتي بحبر قلمي فالثورة عنوان رحلتي معك والهدوء الذي اصطنعه تارة هنا وتارة هناك ما هو إلا هروب لبعض حروفي وكلماتي لأنني أحاول ان أظهر انيقا كعادتي معك لكن ما تفعلينه الآن معي بحديثك عن الهوى كاف كي يجردني من الأناقة ويحولني إلى نص وحشي.
4
أمام يومياتي التي تعيث فيها همسات فوضى حواسك أنقش فوق جدران معبد العشق آخر وصايا قصائدي الحمراء حيث لا مكان لهزائمي معك فعندما يستفحل وباء الشوق ذاكرتي أؤدي هذه الطقوس واختفي مع أجراسك المزدحمة بعبق العطر وندى شفتيك وامتطي وشاحك الأحمر هنا وهناك في الأفق تحوم اسراب الحروف والكلمات.
5
بين العشق والنار ثمة تناسخ روحي فالأول يغازل الوجه الآخر لصخب البحر والثاني يحرق الملح فوق رماله يلتقيان عند معبر اللقاء والوداع ويفترقان في ذات المكان تاركان خلفهما مولدهما الجريح الذي يحمل في جانبه الأيسر نبض رحيلها من دمه.
ايفان زيباري
شاعر وكاتب