25 مارس، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

تراتيلُ الشَّوقِ/ بقلم: مرام عطية

 

 

 

 

 

 

 

تراتيلُ الشَّوقِ/ بقلم: مرام عطية

________

دلَّةُ القهوةِ على مواقدِ شغفي

 تسألني عن نكهةِ البنِ في فناجينِ عينيكَ

أباريقي تشكو العطشَ

 صحونُ فاكهتي غادرها البريقُ

 تُجافيني أنساغها السُّكريةُ

لا تحب أن تمسها يداي

أجمعُ زمرُّدَ كلماتكَ وقزحَ الذِّكرياتِ

وأصلبُ كلصٍ لا يُطلقُ سراحهُ في الفصحِ

على خشبةِ الغيابِ

أرجو الدمعَ أن يرحمني فيهطلَ من مدنِ الربابِ

 مع شتاءِ حنيني

أشكوهُ لله كيف يغرقني بمساميرِ الوجعِ؟

أحفرُ للنأي خندقاً عميقاً

أرمي فيه كبريائي والعنادَ

أنهمرُ غيمةً جذلى أعجنهُ بمائي 

ليرقَّ كنسمةٍ سكرى

تودِّعُ الشَّمسَ عِنْدَ الأصيلِ

أوزِّعُ ظلالي على دروبِ التَّصحرِ

فتندى رمالُ البيدِ بين ضلوعي اليابسةِ

أزرعُ الَّلهفةَ أتساقطُ على الشُّرفاتِ وريقاتِ ياسمين

أمسحُ الخطايا أمحو الذنوبَ أبعدها عن حنطةِ يديكِ

أحرقُ سندياني أجتذبُ صنوبري إليه ليزدادَ اشتعالاً

أندمُ كيفَ تركتُ ثورة الغضبِ تسفحُ تفاحَ فؤادكَ

أصبُّ جام لومي على حفنةِ أشواكٍ

 تسللتْ من صبَّاري

 راودتني ذاتَ ألمٍ إلى سريركَ المخمليِّ

فنمتَ على سريرٍ من إبرٍ وقتادٍ

أصفعُ الفراقَ بين سومر وعشتارَ

وكنعان وأفرودتَ بحجرٍ ورصاصتينِ

أرشو الخيالَ بقطعةِ شوكولاتة وتشبثَ

ليدلُّني على مدائنِ نجومكَ

أحمِّلُ الأثيرَ سلالَ قرنفلَ إلى ذراعيكَ 

أجوبُ جزرَ النارنجِ والبرتقالِ في ابتسامتكَ

أرتشفُ حدائقَ الزعفرانِ في عينيكَ

أنسِّقُ أساوري وعقودَ الماسِ

أبعثرها على فراتكَ العذبِ

أهفو بتوقٍ إلى أقاليمكَ الربيعيةِ

لكنِّي لا أدري كيفَ يسوِّرني الصَّقيعُ وناري تستعرُ ؟!

أو كيفَ لا يذوب ملحُ المسافاتِ برطبِ نخيلي ؟!

أو كيفَ لا تغرق ورود همسكَ

وكركراتُ ابتسامتكَ

في لججِ خلجاني ؟!

ولأني أَعْلَمُ أنَّكَ من أحلامي القصيَّةِ

كلَّما دنوتُ منها أو قبضتُ على سنابلها

هربتْ عن ذراعي وتلاشتْ كالخيالِ

ليكتملَ برزخُ الشَّوقِ

سأستعيرُ من بلادِ الغدِ فصلاً أزرقَ

لأبحرَ في زوارقهِ العتيدةِ إليكَ.

__________

مرام عطية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.