تصوّفٌ/ ديمة حسون

* تصوّفٌ *
اغمُرني بِكَ
قَبلَ أَنْ تَأخُذكَ الظّلالُ
وَتُلاحِقُنِي السّاعَاتُ الفَارِغِةُ
إِلّا مِنْ تَكتَكاتٍ لَم تُصِبْ؛
– لِتبدَأَ مِنْ جَديدٍ –
تَعالَ فِي صُورَةِ غِيابٍ
فَثّمَةَ تَحَوّلٌ فِي جَسدِي
يُعِيدُ ذَاكِرةَ الحُضورِ
يُفَتِشُّ عَنْ عِظَامِي الهَشّةَ
لِتصْخَبَ بِكَ وَتَتوارَى.
الخَوفُ لذّةٌ لَا تَنقَطعُ
وَأَنتَ هَسهَسةُ الجّسدِ
وَإِنّي إِذْ يُغَادِرُنِي ظِلّي
أَتَسَكّعُ مَعَ الضّوضَاءِ
وَأَتخَيّلُ مَشهَدَ الرّيحِ
وَأَنتَ تَنمُو وَتَتحَوّلُ.
كَمَا بَدأَتَ أَوّل مرّةٍ
تَرتَدِيني؛
تُملِي عَلَيّ إِيجَازَاً وَمَجَازَاً
مُمَجِّدَاً العُنفَ
مُقدّسِاً اغتِصَابَنا للزّمنِ.
أَيّ امتِدادٍ بكَ:
لَانِهَايةٌ؛
لَذّةٌ؛
تَجلٍّ وَضياع،
أَداءٌ واستِجَابةٌ.
إِشَارَاتُكَ الصّوتِيّةُ مُفَارقةٌ
لِصوتٍ غيرَ مُمكِنٍ
وَضحيّةٌ لِلعِبِ؛
شَبحُ مَشهَدٍ
وَنُقطَةُ هُروبٍ لِلمُتعَةِ؛
اغمُرني بِكَثافةٍ
فَانفِعَالي يَسأَلُ:
أَيّ سَيّدٍ هُو؟
يُعاشِرُ الّلغَاتِ وَيُوشوِشُ
الّلهَاثَ النّاقصَ؟
لَعلّي أَقولُ:
قَدحُ زِنادٍ للرُّوحِ
وَتحَرّرٌّ لِلنّفسِ مِنَ النّفسِ؛
رَبٌّ مُبلّغٌ فِي غَيبَةٍ مُضَاعَفةٍ
يَهبُهَا حُرّيةُ الحُضورِ،
وَالانحِرَافِ وَالتّجَاوُزِ
فَكَيفَ أَتوارَى إِذْ لَا أَكادُ أَبينُ؟
وَكَيفَ أَنقَطِعُ وَكَلُّ بِدايةٍ
تَظّلُ بِدَايةً؟
أَليسَتْ غِبطَةً؛
أَنْ أَنطَوِي فِي عِشقِ التّكرَارِ
وَأَنْ أَتَسِعَ بِكَ حَتّى تَزولَ
مِنَ الأَصوَاتِ نَشوَتهَا؟
بقلم: ديمة حسون