جامعةُ الوادي الدولية …. تتدلى جمالاً وعلومًا / بقلم: مرام عطية

جامعةُ الوادي الدولية …. تتدلى جمالاً وعلومًا
بقلم: مرام عطية
____________________________________
إن كنتَ زائراً لمدينةِ حمصَ فعرِّجْ على إقليمِ الزهرِ، واقطفْ زهرةً من بساتينها، وإن أقبلتَ من دمشقَ أو بغدادَ واللاذقيةَ …… إلى أمِّ الحجارة السودِ فرافقِ أسرابَ النحلِ إلى مغازلِ الرحيقِ، لوِّح للعاصي وانزلْ إلى جنَّاتٍ فسيحةٍ تتأرَّجُ ياسميناً، منازلها مزنَّرةٌ بالرخامِ الأبيضِ والقرميدِ الأحمرِ، تتسابقُ لتقلكَ إلى جزيرةٍ زرقاءَ في أوجِ الوادي تهدبُ حفافها لوزاً وتيناً، وتتدلى عناقيدها تفاحاً وعنباً.
وإن كنتَ طالبَ علمٍ، أو كنتَ قلقاً من تكدُّرِ أحلامكَ أو خائباً من بلوغِ شاطئ أمنياتكَ السعيدِ، فلا تتردَّدْ، وإن أحببتَ أن تساهم في بناء حضارةِ صرحٍ علميٍّ سامقٍ فسارع الخطا إلى منارةٍ تضمُ لقزحها العلميِّ كلَّ من يغرسُ للمحبةِ غرسةً أو يقطف من رياضِ العلم زهرةً.
جزيرةٌ زرقاءُ تفترشُ بحراً من الخضرةِ، تتسامى نحو النجوم، تنام على نهر ضلوعي وتتوسَّدُ سفوح قلبي، تلبسُ أساورَ العلم، وتتزيَّن بأقراط الثقافةِ، تشعُّ نوراً وهي ترسمُ مناهجَ البحوثِ وخرائطَ الفكرِ الرشيدةَ يتناثرُ زمُرُّدَ شهدائها على هضبةٍ عاشقةٍ للوطنِ
مناهجها تحرقُ المسافاتِ وتختصرُ دروبَ النأي الضيقةَ جامعة تحاربُ أشباح الظلامِ وتدفعُ أجندةَ الجهل بسيف المحبة وترياق التسامح والحبِّ
يرعى سنابلها الخضراءَ كوكبةٌ من أهل العلمِ والثقافةِ باختصاصاتٍ علميةٍ متعددةٍ كحقولٍ غنَّاء أبدعَ فلاحوها في هندسةِ مساكبها وتقليمِ أشجارها والاعتناءِ بأغراسها عبر سواقٍ أنيقةٍ تروي عطشَ زروعها في الجدبِ، وقلوبٍ دافئةٍ تردُّ عنها الصقيعَ حين ينهالُ صفعاً على خدها الشتاءُ.
جامعةٌ دوليةٌ تأرَّج خزامى فكرها على المسكونةِ فأنعشَ النفوسَ السقيمةَ وأسعدَ القلوبَ الحزينةَ
إن أتيتها طالباً شغوفاً بالمعرفةِ تفتحْ ذراعيها الدافئتين لاستقبالكَ والثلجُ يغمرُ المدى، والجليد يلفُّ العالمَ تدنيكَ من كانونها البشريِّ فتحسبُ أنَّك في الفردوسِ
أجمل بها منارةً تسبحِ في بحرِ النضارةِ! تتسابقُ خمائلهُ لتحظى بالتفاتةٍ من سلالِ الحسانِ صباحاً وبابتسامة من راحةِ فلاحها النشيطِ لتسكبَ زيتها المباركَ في خوابيهِ
أروعْ بها أمَّا حنوناً تضمُّ أبناءها الدارسينَ إلى صدرها !!فهل عرفت من هي ؟! إنَّها جامعةُ الوادي الدوليةُ المجيدةُ.
أيتها المتدليةُ بهاءً، المعانقةُ للشَّمسِ، دومي موطناً للجمالِ وداراً للمحبةِ والمعرفةِ رحبةً.
__________
مرام عطية