جفون ذابلة للشاعرة الفلسطينية د. عدالة جرادات/ بقلم: شاكر فريد حسن

 

 

 

 

 

 

جفون ذابلة للشاعرة الفلسطينية د. عدالة جرادات

بقلم: شاكر فريد حسن

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اغتسلت بعطر الياسمين مهللة

باسمك للقاء تغدو كأنها

للجواري قصور

تجافيها ليالي مكحلة بالغيرة تهتدي

حتى غياب

من علل وحضور

للوفاء صبرا معتصم

للذي كان يقول انا الزهر

وانا الفجر مناجاتي دياره تزور

صناعه المجد لا تغفلها مكانة

..للجود كانت

قامات وللصباح عطرها حبور

هذا النص الحريري الناعم الذي طرزت حروفه وكتبته بيراعها ووجدانها شاعرة الياسمين الفلسطينية المقيمة في الناصرة د. عدالة جرادات، التي عرفها القراء بنصوصها النثرية وخواطرها الأدبية، ومن خلال اصداراتها: ” عطر التراب، عطش الياسمين، صوتي والسماء، وتورد السحاب “.

وما يلفت النظر في نصها تلك الصور الشعرية الحسية النصية، وكلماتها وتعابيرها وجملتها الشعرية الشفيفة المتوجة بمفردات لغوية متينة، عذبة راقية وشديدة الكثافة والاختزال.

الدكتورة عدالة جرادات شاعرة رقيقة تلون النسق الشعري بالتكثيف الايحائي من دلالة الى أخرى، تخلق الجملة المثيرة أو الصور المثيرة للدهشة التي تحمل بكارتها من دهشتها الاسنادية محققة قفزة جمالية على مستوى التخييل وكثافة الايحاء، وعمق الارتداد الشعوري التأملي الوجداني.

وهي تعتني بألق الجملة والعبارة، وما يميزها نبض الاحساس، وعمق الشعور، وحسن اختيار الاستعارة، التي تشد الاستعارة التي تليها وتعززها فنيًا وتزيدها سحرًا ونبضًا جماليًا، فضلًا عن الشفافية الرومانسية الواضحة، وبراعة الوصف والتصوير، ورهافة الحس والشعور، وعمق التأملات من حيث ابتكار الاستعارات وعمقها التأملي، والصبغة الجمالية، وطبعها الوجداني الرهيف.

وغني عن القول، أن نصوص شاعرتنا د. جرادات انسيابية عفوية وانسانية مفعمة بالرقة الأنثوية الغارقة والعابقة بالاحتواء، وغريقة بالوجد والمؤانسة، وتطفح بالشعور الانساني والوطني والرومانسية الحالمة والاحاسيس العشقية والحنينية، ولغتها منتقاة، وتعابيرها تدهشنا وتروعنا بقدر ما تدعونا لقراءة نصها ثانية، وفي هذا حركة القصيدة والشعر.

وفي النهاية، د. عدالة جرادات شاعرة الاحساس والنبض والدفء الانساني والعشق المكاني والحب والجمال الروحي، تستوحي من خلال صورها الشعرية ديمومة الوجود والمكان، وتعبر حدود الوجود المكاني لتكون أكثر شمولية وانسانية وثورية.

وكما يقول د. بطرس دلة: ” انها انسانة حساسة الى حدود الياسمين، تغازل القمر بلغة النجوم، تحمل أقلامها وأحلامها وتبني بحروفها وطنًا، وتزين أمسياتنا بفرح النرجس والتفاح والنبيذ المعتق فنثمل”.

ألف تحية للدكتورة عدالة جرادات، ونتمنى لها المزيد من العطاء والتألق والابداع والاصدارات.

  • Related Posts

    قراءة في “ثورة غباء” للكاتبة نزيهة اليدالي الحسن/ بقلم: بوسلهام عميمر                          

    بعيدا عن نظرية  الفن للفن، قراءة في “ثورة غباء”   للكاتبة نزيهة اليدالي الحسن من موريتانيا    “ثورة غباء” أول منجز أدبي للدكتورة نزيهة اليدالي الحسن الموريتانية، كان كافيا ليمنحها…

    قراءة في القصة القصيرة “سر في صورة” للقاص الفلسطيني محمود سيف الدين الإيراني/ بقلم: فراس حج محمد

    قراءة في القصة القصيرة “سر في صورة” للقاص الفلسطيني محمود سيف الدين الإيراني فراس حج محمد| فلسطين في المجموعة القصصية للقاص محمود سيف الدين الإيراني[1] “متى ينتهي الليل”[2] وردت قصة…

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    You Missed

    لا تسألني…من أكون…/ بقلم: فاطمة معروفي

    لا تسألني…من أكون…/ بقلم: فاطمة معروفي

    المحامية جيهان توماس… قبلة التائه في أمريكا / بقلم: فاطمة معروفي

    المحامية جيهان توماس… قبلة التائه في أمريكا / بقلم: فاطمة معروفي

    متى تفهموها صح؟ / بقلم: خالد السلامي

    متى تفهموها صح؟ / بقلم: خالد السلامي

    إنّما قاتلَ اللهُ الحربَ ما أبشعَها/ بقلم: فراس حج محمد

    إنّما قاتلَ اللهُ الحربَ ما أبشعَها/ بقلم: فراس حج محمد

    كتبْتُ إليكَ مِن نَبضي وقلبي/ بقلم: هدى الجاسم

    كتبْتُ إليكَ مِن نَبضي وقلبي/ بقلم: هدى الجاسم

    حتى إشعار آخر / د. بقلم: ريم  النقري

    حتى إشعار آخر / د. بقلم: ريم  النقري