25 يناير، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

حروف الشهادتين/ مها عفاني

حروف الشهادتين.

عشقت حروفه، سافرت وقصائده فوق الغيوم، لا بل اخترعت جنة باسمها، مفتاحها معه كيف لا وهو يدعوها إلهه، مما أرضي غرورها كأنثى، وزاد جموحها، ولم يردعها عن التحليق في سماء اللاهوت وجنون العاشق والمعشوق،

بدايةً… طربت لمناداتها قديسته، تشبّع الأنا في أعماقها بغزل يتوارى بين سطور لم يكتبها من اجلها،

وترنحت حتى الثمالة لاعتقادها إنها ستكون ملكة تتربع عرش الأبجديتهُ المجنونة، ونموذج الحبيبة بين سطوره

انثى عشقت ذاتها، نسيت ما الممنوع وما المسموح…. وتغيبت بين يدي شاعر نبي، ملاك

لم يتغلب عليه ابليس

أفاقت عليه إنسان، يعشق ويشتهي ويتلذذ كل نبض من نبضاته تسري في دمها….

والآن، أين هي منه، هل ستقوده إلى الجحيم أم سيقودها إلى محرابه، تعتكف فيه حتى الممات.

هل ينصهر الشاعر في ذاك الإنسان المجنون المندفع ك خيل يقفز الحواجز مغمض العينين ولا يبالي؟!

هل لها حياة ثالثة لا تعترف بدنيا ولا آخرة؟

هل هي عاصية أم قديسة عبدت عذرية روحها التي لم يلمسها عاشق من قبل؟

تساؤلات تتمنى الذاكرة أن تفقد ذاكرتها كي ترتاح من ضجيجها وصخب إجابات أرقت عيون الحسناء، وتهادت الأهداب كالأشواك على جفنيها، تواري دموع كلما لثمت فمها، نطقت الشهادتين،

وختمتها بكلمة عشق أسلمت على يديه!

أين هي منه، يل أين هو منها؟!

وما زالت حواء تقرب تلك الشجرة، وما زال آدم يشتهيها، مغادرا جنته، بحثا عن الأنا المنشود، بين ذراعي حواء نبضاتها لا ترحم، إن رقصت على خلجات روحه، تهز عرش قلبه، وتمنحه من الحياة حياة

أو تغيب وتفنى، حالمةّ بقصيدةٍ هي كفنها، موتها…

حياة الموت، عزفتها حروف ملاك قبض روحها بين سطوره.

وبين ساعديه حفرت قبرها…

عظم الله أجر روحٍ قبضها عاشق حرف.

 

 

 

مها عفاني

شاعرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.