26 يناير، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

حينما قلتُ لها لماذا تشاكسينني في العتمة/ عطا الله شاهين

حينما قلتُ لها لماذا تشاكسينني في العتمة؟

هي فتاةٌ عادية ملامحها سلافية، تعوّدتْ أنْ تأتي إلى غرفتي عاشقة الفوضى والكركبة ذات زمنٍ ولّى، حينما كنتُ شابّا مراهقاً في بلدٍ يعيش فيه الناس بلا أيّ كبتٍ .. أذكر بأنني عشتُ حريةً من نوعٍ آخر، لم يسألني هنا أي أحد ماذا تفعل وإلى أين أنت ذاهب؟ الكل هناك لا يتدخلون بشؤون الآخرين. الناس هناك رأيتهم مهتمين بحياتهم عكس ما هو موجود عندنا في بعض مجتمعاتنا العربية، حينما يتدخل الناس في حياة الآخرين.. ففي تلك البلد تعوّدت تلك الفتاة السلافية على مشاكستي في العتمة، فتجسّرت ذات ليلةٍ مقمرة وباردة، وقلت لها بينما كنّا ندخّن على الشّرفةِ سجائرنا الرخيصة: لماذا تحبّين مشاكستي في العتمة؟ ساد الشرفة حينها جوّا من الصمتِ لثوانٍ معدودات، وقالت بصوتها الناعم: لأن في العتمة أبوح لكَ بكل ما عندي من صخبٍ في الحبِّ بلا أيّ خجلٍ، وبعد أن دخّنا سجائرنا عُدنا إلى جوّ الغُرفةِ المليئة بالفوضى، وراحتْ تشاكسني بكلِّ حُبّ..

 

 

 

بقلم: عطا الله شاهين

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.