18 فبراير، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

ذكريات شارع مهجور / وليد المسعودي

ذكريات شارع مهجور

 

-1-

في الصف الأول

وأنت تجلسين

في نهاية قلبي

تعلمت كيف أهب

النظرات له إليك

بعيون مفتوحة نجومها

حتى يتدفق الضحك

في شرايينه

وتنساب الأنهار

في الكلمات والقصائد

-2-

في الصف الثاني

دربت فمي على الابتسامة

في عينيك كل صباح

حتى تعلم الرقص

مع الضحكات مرددا

جميع أغنيات العشق

-3-

في الصف الثالث

مشيت مع اسمك

مكتوبا على الأرصفة

ومحفورا في ممرات

مدرستنا التي تحولت

إلى حديقة تهدي الياسمين

كلما تنفست طلتك إليها

-4-

في الصف الرابع

وجدتك تجلسين معي

في رحلة واحدة

تصلي بيننا الضحكات

وتجرب حضها الكلمات

لأول مرة

قلبك الأبيض يعرف

أنني محجوز في نطق اسمك

حتى فتحت لي السجن

في أغنية ” كيف حالك “

-5-

في الصف الخامس

أصبحت غنيا

في مداعبة الأغنيات

التي يلتقطها قلبي من فمك

حتى وصل الحال

إلى السماح لأنفي

أن يغازل الجنة في جدائلك

فوجدتها مليئة بالسكينة

وراحة البال

-6-

في الصف السادس

قطعت أشواقا من العشق

كل همسة من فمك

ترفعني وتغرقني

في نهر ” أحبك “

ومع ذلك لا أغرق

إلا في شفتيك

-7-

وبعدها

تسربنا من الفرح

لم أعد ألمح ظلك

وجدت الله حزينا

على أكثر مني

وجدت المطر

يفرك يديه حسرة

لأن الريح قد أخذتك

إلى مدرسة أخرى

إلى مدينة أخرى

لا تركض خلفك قدمي

لا يتنفس هوائي عطرك

الغيوم تلثم قلبي

كلما نودي بين الناس اسمك

حتى تحول شيئا فشيئا

إلى شارع مقفر ومعزول

عن الضحكات

-8-

تمر السنوات

وقلبي مندثر

في جامعة انتظارك

ها أنت تصلين إليه

محجبة جميع الأغنيات

التي كانت ترافق ظلك

هل تعرفين الشارع

الموجوع بالنسيان

من ظل يحفظ اسمك

خطواتك، آثار جدائلك

في الهواء

وهذه الممرات السعيدة

للقبلات بيننا

من سرقت من الوشاة

لحظاتها

هل تعرفين نجومها المضيئة

في وجوهنا

محجبة هي الأصوات أيضا

لبست في ثغرها

عقد النهاية

وارتدت رمز الوداع

بل أقول أجبرتني على الوداع

ليترك القلب لها

إيماءة حزينة معلقة

في الهواء

عنوانها مع السلامة

مع السلامة.

 

 

بقلم: وليد المسعودي

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.