روح عارية/ بقلم: مها عفاني

روح عارية/ بقلم: مها عفاني
ـــــــــــــــــــــــــــــ
لم تبحث عن السعادة بين المارة، ولم تلتقط الحب من دروب الهوى، ومواويل العشق،
روح هائمة بين الكتب المكدسة على رفوف أساطير الأولين،
هي بشر ليست كالبشر، وأنثى لم تسلم مفاتيح أنوثتها لرجل، مقاليد حكم الجسد ما زالت بيدها،
جسدها النحيل يتمايل في عباءات الليل المخملية،
يشتاق القمر لقراءة تفاصيلها في ليلةً اكتمل فيها البدر، وتأبى أن ينال منها عازف الروح، تدعي دفء أحضانها، تخفي ما وهبها الله من جمال، خلف قميصها الحريري، ليلتف شعرها يدثر جيدها، برفق وفوضى، تغري فارس المساء بالانقضاض على عتمة مخدعها،
يفشل في ترويض نداء الناي، الذي يأسر قلبها، تتعالى، وتسمو …
ومع نغمات الرحيل إلى سماء ذاك النبيل، العصيان يجدد معارك روحين تتنافر،
لتلتقي في جنون الوقت، ولو بعد حين….
وما زالت ذات الأقدام الحافية، تخطو على عشب صدره، تنسج منه غطاء قدها الممشوق، سراً، تفتعل الغياب،
كي لا يشم عطره من أكمام عباءتها ويعود.
هو لا يدري، انه حجاب جسدها، ولغيره لن تكون … وستبقى مغطاة الجسد، عارية الروح
والحكم مؤجل …. للقدر
مها عفاني