رُحّالٌ.. يؤثثونَ تَيْهَهم بالمسامير
يجيئونَ على درابيزِ سوْأَتهمْ
عراةً في غبارٍ وأدخنَةٍ
تتدحرجُ أحداقهم شُعلا وتخطفنا الحُمّى المتهالِكةُ كهَوْدَجِ العُرس،
يهِيمُونَ بعاجِ النّومِ ونقيضِ الوقت، ينزّون أبراجا فاجرةً
يهزّون يقينَ الشّكِّ وصديدَ الماءِ ويرتَدُّونَ عن خرائطِ الضوءِ
فيختلّ مزاجُ اللونِ في عمى الشّطرنج،
حتى إذا ضجّتْ عظامهمْ بالقُبورِ
جبّرُوا كُسُورها بأنينِ الرّمادِ ومجّدوا حجرَ اللّيل،
حُوذِيونَ يستحثّونَ المجهولَ الأليفَ مُضرّجا بالعدمِ الضّاحكِ لأنقاضهِ
فيطيشُ زئبقهمْ في فلكِ الجُوعِ، نفُضُّ مراياهمْ طافحةً بتيجان الرّعبِ
ثُمّ نَمحُو لَهبا يألفنا بميزانِ النّسيان،
لماذا أرى…؟ والمرئيُّ بالعمى المفتوحِ يؤالِفُ بينَ العِلّةَ والمعلولِ
لِيُهيّئ لي أعضاء تذبحني
هل كنتُ العبثَ الراكضَ في الرّيح لأدلّ ليلَ الأخطاءِ عليّ؟
لو كان الوهمُ يضاهي دمِي
جسدا لنَردِ الشّطحِ مزجتُ الحلمَ بالعصيان..
تهالكتُ مرايا
يكادُ الاحتمالُ يشقّ شبقا في زبدي
مازلتُ أرى..
وأراهمْ يُرَتّبونَ تكوينَ الطّقسِ بالبدء النّيرونيّ
رُحّالٌ.. يؤثثونَ تَيْهَهم بالمساميرِ
كلما باضتْ أنثاهمُ الفاتنةُ شَوْكا
نصبوا للعناصرِ مقصلة في جسدي
واختنقوا بذبيحةِ الجنسِ
احترقوا نشيجا وثنيّا على سعةِ الأشباحِ
تلمّهمْ شظاياهمْ،
رُحّالٌ، ومذبوحونَ بشرر الشغفِ ينتابنا شهيقهمُ الدّامي
فنزفُ الجنائزَ للأعراسَ كي يرقصَ موتاهمْ
وننسى أننا متنا قبلهم سهوا
كي ننساكَ أيها الموت
كي تُنسينا
ميراثَ قَـ….تْـ….لاهُـ….م
عبدالمنعم رزقي/ المغرب
شاعر