سأرسم شيطنتكَ على حائط غرفتي
بينما كان ذاك الرسام الوسيم والرومانسي يحتضر على فراش الموت جائته تلك الفتاة التي أحبّ شيطنتها في كل شيء، وكانت تدمع وقالت له: أراك تموت يا صديقي الرسام، فردّ عليها لقد نال مني المرض اللعين، وكما ترين ها أنا أموت هنا بكل هدوء، ولكن قبل موتي أود أن أرسم شيطنتك على حائط غرفتي، ودنت منه أكثر وعانقته، والحزن في عينيها بدا جليا، فقال لها الرسام: لا تبكي، لكن أطلب منك طلبا واحدا أن تتذكريني كلما مررت من أمام المقبرة، وتناول فرشاته وغمسها بالألوان وبدأ برسم جسدها على حائط باهت، وقال لها بينما كانت تبكي: سأرسم كل تفاصيل جسدك، أعذريني فأنا مريض، وقبل موتي أريد المشاغبة معكِ في الحبّ، لكن ظهري يؤلمني ولا أستطيع عناقكِ كما يجب، فدنت منه وقالت له: عناققك لي الآن يكفيني، فلا تحزن، وتركته بعد أن ودعته، وعلمت بأن نهاية صديقها الرسام باتت وشيكة، لكن الرسام ظل يرسم شيطنة تلك الصديقة التي أحبها وأحب الخربشة على جسدها بيديه من لمساته الصاخبة، وبعد مرور نصف ساعة على بدء رسمه شيطنة تلك الفتاة، مات وبيديه فرشاة الرسم، لكنه تمكن من إنهاء اللوحة التي بدت فيها الفتاة مشاغبة في عناقها لرسام وسيم أحبّت فيه رومانسيته.
بقلم: عطا الله شاهين