عصر الدراويش/ بقلم: د. محمد ضباشه

عصر الدراويش
بقلم: د. محمد ضباشه
……………….
أعجبت فكرة دراويش السيدة زينب والحسين الدول العربية وأرادت أن تنقلها من عالم التصوف إلى عالم السياسة وبالفعل شيدت في كل دولة مقاما لولي من أولياء السياسة ليتجمع حوله المريدين والأحباب وأصحاب المصالح يهللون أملا في بركة هذا الولي أو عطاء لمنصب وهم في الواقع يتسولون قوت يومهم من هنا وهناك وأحلامهم تتربص بالدجاجة التي تبيض ذهبا في يوم من الأيام
هكذا أصبح حال العصر الذي نعيش فيه بلا عقل أو منطق أو تفكير وأصبحنا أيضا دراويش في حضرة هذا أو ذاك بلا قدرة أو دراية كي نخرج من عتق الزجاجة انطلاقا إلى مستقبل مشرق نعتمد فيه على العلم لا على الخرافة ولذا أجد أن التأييد الأعمى لأي سياسة أو أي ولى هو من قبيل الخرافة التي لا تؤمن بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية واحترام الرأي الآخر مستقبل يكون العلم فيه هو السيد والعلماء هم القاطرة التي تجر الشعوب إلى مستقبل الوفرة لا الندرة.
واللافت للنظر أن أمريكا وبني صهيون يدعمون هذا التوجه لأن غياب العقل هو أحد أسلحة الأجيال القادمة من الحروب استكمالا لحروب الجنس والمخدرات واستقطاب العقول العربية للهجرة إلى الخارج كل هذا يقوى شوكة العدو ليفعل ما يريد بنا
ويكون له القوة والنفوذ في منطقة الشرق الأوسط.
ونوجه عناية من يتلصص على كلماتي أن الفارق كبير بين درويش صوفي يحب آل البيت ويتبرك بهم ودرويش سياسي يطوف بجهل حول مقام سيده ويضعه في مرتبة أولياء الله الصالحين ومن يعارض أو يصرح في وجه هذا الولي فقد عصى الله ولابد من عقابه ونبذه فلا حياة له وسط جموع الدراويش الغفيرة.
فعلينا أن نفكر جيدا في مستقبل الوطن العربي وهل فكرة الدراويش تدفعنا إلى الأمام والعالم من حولنا يتقدم بسرعة الصاروخ ونحن نزحف كالسلحفاة
لا يشعر بنا أحد، أعتقد أنه آن الآوان كي تشرق شمس العقل وتهدم مقامات الساسة وينفض الدراويش إلى عمل نافع يضيف إلى الناتج القومي، وتختفي ظلمات ليل ظهرت فيه شياطين الأنس التي تأكل على كل الموائد ودمرت الأخضر واليابس في دولة الفقراء ومعدومي ومحدودي الدخل.