عقار نوفارتيس في سويسرا لعلاج مرض اللوكيميا
تلقت شركة “نوفارتس” لصناعة المُستحضرات الصيدلانية التي تتخذ من مدينة بازل مقراً لها موافقة سويسرا على استخدام علاج “كمريا” (Kymriah) الخلوي المُفَصَّل لكل مريض شخصياً. وسوف يتمكن الأطفال والبالغين الذين يعانون من أنواع معينة من سرطان الدم من الخضوع للعلاج لمرة واحدة. ومن المقرر أن تبلغ تكاليف العلاج 370.000 فرنك سويسري (371.000 دولار).
تم تسجيل عقار “كيمريا” بالفعل في الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي ودول أخرى. وتبلغ تكاليف العلاج في الولايات المتحدة 475.000 دولار، بينما أعلن الاتحاد الأوروبي إنه سيعمل مع مسؤولي الصحة لإيجاد سعرٍ عادلٍ قائم على أساس القيمة.
وكما هو الحال في الولايات المتحدة، من المُتَوَقَّع أن تَرتَبِط الأسعار في سويسرا بِنِسبة نجاح هذا العلاج الخلوي الشخصي، على الرغم من أن التفاصيل لا تزال في مرحلة البلورة، كما قال كاي مولر-هيسكي، رئيس قسم الأورام في شركة ‘نوفارتس’ السويسرية يوم الاثنين 22 أكتوبر. ومثلما أضاف، فإن العقار غير مشمول بالتأمين الصحي الاجباري.
يعمل علاج “كيمريا” (Kymriah) من خلال إجراء عملية تعديل وراثي لخلايا المناعة الذاتية للمريض في المختبر، بحيث تكون قادِرة على التَعَرُّف على الخلايا السرطانية ومُهاجمتها وتَدميرها. وتُعتَبَر شركة “نوفارتس” العملاقة أول شركة أدوية سويسرية تُمنح الموافقة لمثل هذا العلاج.
في البداية، سوف يكون عدد مراكز العلاج المُحتَمَلة في سويسرا مَحدودا جداً، نظراً إلى أن علاج “كيمريا” يَفرِض أعباءً كبيرة على مرافق الإنتاج والموظفين، وفقا لـ مولر-هيسكي.
كما أشار رئيس قسم الأورام في شركة “نوفارتس” إلى أنه من المُتَوَقَّع أن يكون عدد المرضى مُنخفضاً في البداية. وعلى حد قوله: “سوف يكون العدد منخفضاً ومُكَوَّن من رقمين فقط”، ومن المُتوقع أن يكون بينهم أربعة أو خمسة أطفال.
ما هو علاج “كيمريا” (Kymriah) وكيف يعمل؟
ان علاج “كيمريا” المعروف سابقا باسم CTL019، هو نوع من العلاج المناعي المعروف باسم مستقبلات المستضد الخيمرية (أو المستقبلات الخيمرية للخلايا التائية)، وهو العلاج الأول من نوعه الذي يحصل على موافقة الوزارة الأمريكية للغذاء والدواء. تم إعداد علاج “كيمريا” للاستخدام في المرضى الذين يعانون من نوع معين من سرطان الدم في مرحلة الطفولة المعروف باسم سرطان الدم اللمفاوي الحاد. وهذا العلاج يُعطى لمرة واحدة، يتم خلاله تعديل الخلايا التائية (وهي مجموعة من الخلايا اللمفاوية الموجودة بالدم التي تلعب دورا أساسيا في المناعة الخلوية) الخاصة بالمريض – ثم استخدامها لاستهداف الخلايا السرطانية والقضاء عليها. وحتى الوقت الراهن، كانت مُعَدَّلات البقاء على قيد الحياة للمصابين بسرطان الدم اللمفاوي الحاد ضئيلة جداً – بحيث لم يبقَ سوى 10% من المرضى على قيد الحياة بعد مرور خمس سنوات من العلاج بالعقاقير المعروفة سابقاً.
swissinfo.ch