على سليقة الروح/ ناريمان إبراهيم


على سليقة الروح
********
تحديدا أربعٌ وعشرون ساعة مختلفة
كانت خضراءَ كصلاةِ غائبٍ أتممتها على أكمل وجه
دون أن أنسى نافلةً واحدة
لا أعرف كيف!!
ولكن على سليقةِ الروح التي دومًا أحبتك
لربما على أعقاب باقي الأيام العقيمةِ بلا عينيك
لماذا في هذا الوقتِ بالذات اقتحمتَ خلايا دمي …؟!
تخللتَ أنفاسي وأوليتني قبلتك …
ودون ترددٍ طاردت ساعاتُ يومي الممتلئةِ بك
وأموري الصغيرة ….
أتعلم أنك صنعت لي قهوتي المميزةَ هذا الصباح !؟ كعادتك جلست تترقب أول ارتشافةٍ لي …
وكنت هادئا جدا
تحصي نبرات صوتي الملتاعة كما عهدتك
وتدسُّها في جُبِّ النسيان…
شاركتني ترتيبَ البيت ورأيتك تنفضُّ سجادةَ الصالون كما كان ينتفض قلبي المسكينُ من الفرح في كل مرةٍ سالت همساتُك على حافة نعاسي
حقيقة رأتك العينُ – التي طالما اعتنقتك أكثر من أي شيء- إذ تحتسي كلَّ حواسي فيما جميعُ أعضائي تتواطأ معك ارتجافا ….
أو تعلم أنك شاركتني تحضيرَ وجبةِ الغذاء!!
وأخذت السكينَ من يدي لتقطعَ الخضارَ
كما قطعت أجزائي من قبلُ
وتركتني أشلاءَ ومضيتَ بعيدا ….
درسٌ عميقٌ حفظته عن ظهر دمع ….
كان اليومُ مختلفا
مررت كرصاصةٍ تمر دون استئذان
تُحْدِث حفرةً عميقةً في جسد الأفكارِ النائمة