25 يناير، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

عندما منعتْ دموعه انتحار امرأة/ عطا الله شاهين

عندما منعتْ دموعه انتحار امرأة

 

وقفتْ على جرفٍ صخري.. امرأة متعثرة في حياتها على ما بدا، وحينما رآها ذاك الشاب تهمّ بالانتحار تسلّق الجبل، واقترب من الجرفِ وخطا صوبها، وراح يقنعها بأن لا تتهوّر وتنتحر، فمهما يكن سبب الانتحار، إلا أنه قال لها حرام الانتحار، رغم أن للمنتحرين أسبابهم، والتي تدفعهم في النهاية للإقدام على إنهاء حياتهم لأسباب تبدو في معظم الأحيان أسبابا نفسية، لكنّ تلك المرأة قامت بطرد ذاك الشاب عندما صرخت في وجهه ابتعد، وقالت له: إن اقتربتَ منّي سأقفز من على هذا الجرف الذي يجنني بسحر جماله، فقال لها: أرجوك، لا تقتلي نفسك، لا أستوعب موت امرأة ساحرة الجمَال مثلك، ولكن لا تقلقي سأبتعدُ عنكِ الآن، لكنني أطلب منك أن تفكّري مليا قبل الانتحار، فراحت تنظر صوبه، وظلتْ صامتة، وعلى الرغم من أنها رأته يخطو للخلف، وابتعد عنها، لخطوات عدّة، إلا أنها لاحظت بعد مرور دقائق بأن الشّابَّ بدأ يبكي لأنها همّت بالانتحار من على ذاك الجرفِ الصخري، ورأت دموعه تسيل على وجنتيه، فعندها تراجعت خطوات إلى الوراء، والتزمتْ الصمت، وبعد مرور بعض الوقت قالت له: أنت على حقّ أيها الشّابّ فلا داعٍ للانتحار، سأبدأ حياة جديدة لقد منعت دموعك انتحاري، ففرِح ذاك الشاب حينما سمع كلامها، وعدلتْ عن الانتحار في الحال، وقالت له: شكرا لكَ، لأنكَ منعتني من الانتحار حسنا أنك أتيت إلى هنا في الوقت المناسب، فلو لم تأتِ، فأنا سأكون جثةً هامدة في ذاك الوادي الجميل، الذي يسحرني بهدوئه..

 

 

 

بقلم: عطا الله شاهين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.