عَبَثِيةُ الأقْدَارِ/كريمة نور عيساوي

عَبَثِيةُ الأقْدَارِ
أَيَّتُها الحُرُوفُ النَّازِفَةُ من ألمِ الفِرَاقِ،
اسْكُنِي قِرْطَاسِي الأَمْلَسَ…
سِيحِي بين طَيَّاتِ السُّطورِ…
واسْبَحِي في مَاءِ عُيُونِي…
شِتَائِي سَافَر إلى عَالم آخَرَ،
ورَبيِعِي عنْ مَوْعِدهِ تَأخّرَ،
هَذا المُوشّحُ الكُرْدِيُّ،
غَدا أَجْنَبِيا…
يَنْغَرسُ في أعْماقي مُسْتَجْديا…
أَلحْانَهُ
وَقَدْ لَبسْتُ عَبَاءَة النِّسْيَانِ
مَالِي…
أَحْفرُ…
هَذِه …
الذَاكِرَةَ …
العَاهِرَةَ،
لِأَبْحَثَ عنْ خَدِيجٍ وُلِدَ لِتِوِّهِ…
منْ رحِم أُمِّهِ العِبَارة
اللغَةُ جَهنُّم الكَافِرينَ بِدِينِ النَّثْر،
والبَوْحُ إِيمانُ العَابرِينَ
لِجنَّة الخُلودِ بالثَّغْرِ،
أرَى سِيمَافَ الصَّغِيرةَ
في الصَّحْراءِ البَتْرَاءِ،
تَشُق الغَيْمَةَ الحَزيِنَةَ
تَغْرِس أكَالِيلَ الحَنَّاءِ،
تَسْقِي الرَّمْلَ من خاصِرَةِ السَّفِينةِ
تُضيءُ الوجُوهَ منَ المِشْكَاةِ الغَرَّاءِ،
وهَذا أَفَانُ يحْمِل مِعْوَلَ المُسْتَقْبَلِ
يَغوصُ في بحْر العَزِيمَةِ،
يَقودُ جُنْدَهُ،
يَصْدَحُ بِأعْلى صَوتِه مُهَلِّلا:
سَلاَمٌ عَليْكمُ أهْلَ المَدِينَةِ
افْتَحُوا
المسَاجِدَ،
البِيعَ،
الكَنَائِسَ،
ارْفَعُوا السَّتَائِرِ
وأقيِمُوا طُقُوسَ تَأبِينِ
التَّطَرُّفِ،
الخِيانَةِ،
الدَّسَائِسَ،
الضَّغيِنةِ
كَفانَا مَأسَاة
كفَانَا دُمُوعا حَزِينَة
فَأُقْبِلُ.
لِأَحْتميَ تَحْتَ وَهَجِ الإِيثَارِ،
وأُذْرِفُ… دَمْعَة مِنْ عَبِثِيَّةِ الأَقْدَارِ
لِدَم هَسِيسٍ ،
فَدَمِي…
فِدَاءٌ…لَكُماَ.
د كريمة نور عيساوي