في الطريق .. اخترت الهرب/ بقلم: رنيم أبو خضير
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في الطريق اخترت الهرب
كان علي أن أكون أي شيء يقلني إلى الضفة الأخرى
طائرا أو سفينة
أو حقيبة في يد مسافر
في الطريق إلى الهرب تعثرت بوجه كل الرجال الذين شربوا من صورتي الرغبة
رغبت في أن يلقوا القبض علي وكأني طائرا حر في سماء ممتلئة بشراسة النسور.
في الطريق إلى الهرب تعثرت بنفسي
الهاربة
امرأة في الأربعين من عمرها
تنزف دماء طمث مكدس في رحم معطوب بالنسيان
تركض خلف مسير طويل على باب شركة حكومية تمسك فواتير الكهرباء المكومة
… وتهرب
في الطريق إلى الهرب تعثرت بذلك الرجل الذي رغبت فيه، واشتهاه قلبي كوجبة أمام مريض تنفضه سكرات الموت الرجل الذب تمنيت لو أن أصير قضمة خبز بين أسنانه، أو سرير تلقي بحملك فوقه.
في الطريق الذي اخترت … رأيت لوحة منزوعة على رصيف الأحزان
صورة شخصية لامرأة غيري تحمل وجهي
وحمل جسد حبيب عمري
… وتبتسم.
في الطريق إلى الهرب رأيت رثاء
قلب عجوز مراهقة تحب العفو عنك
رثاء حب لم يعد
في الطريق إلى الهرب تعثرت بكومة حمى الضنك
أصاب الهدف الذي كنت أركض إليه
في الطريق الذي اخترت … دخلت في غابة لا مخرج منها ولا باب
كل سكانها يشبهونك
كلهم … لهم ذات القلب المطعون بالخبث
… وكلهم لا يحبونني
في الطريق إلى الهرب التقيت بزوجتك
امرأة مثالية تشبه والدتك
لها جسد كاملا مصاب بالموت بك
في الطريق اخترت الهرب
عرافة تقرأ الفال قالت
لا تركضي
إليه الملتقى
طريقك إليه
وهو
كل أبواب هربك…