قديس في زمن الأغواء/ بقلم: سندس سالم النجار

قديس في زمن الأغواء
بقلم: سندس سالم النجار
ـــــــــــــــ
تعلّمْتُ فن ّّ الجري
صوب كسوف الليالي،
والزمن،
والليالي، صوب سراب
تراب ٍ سُيّرُ!
أضحت ْ
نظريات الجحود
في ارض الجدود
عبير للأنفاس ِ وديّـَرُ!
امضِ، امض ِكما أنتْ
ظالما أم مظلوما
قاتلا ً أم مقتولا،
ومن الحرية حضرٌ
صانعا ً،
ومن العيش احتضار!
ففي البَين حرية مذبوحة
وفي ذي الحرية
موت سعيد،
والموتُ السعيد مجدٌ،
ولــه ثمــن …!
توالله! ما أنا بمبتدعة!
وإنما، فردوس بدائي
من فجر الخلق القديم
جاز لي،
في جنون تراب ٍ خرافي أُعجَنُ،
وبقسوته أُبلى
وفي طغيانه أتوهم!
فمن مرافئه الغارقة ليلا
احتسي ضوء القمر،
وعلى جمرات رماله
صبرا اترنّمُ
لآخر مدى،
وان جنيت منه شوكا
وان قطفت منه وردا،
فجروح هواه عندي
غير ذي دم
ولا ذي الم ..
شفاه جافة ٌ مكسّرة
تلهث ُ لنطفة ٍ
تتوق لأياد ِ
غائبات في ضباب مستديم،
تقرن ُ المجد َ
إلى الجلال الملكي،
للمسةٍ منهُم ..
على رؤوس الأصابع
يمضي الزمان الرتيب
يقطف النوازل الثلجية
من مطرِ دموعٍ جُمّدت
في صيفٍ خطأ
لخريف خطأ،
محضور، متبلور.
ففي الليل القصيّ
تنحصر الرؤوس بين الأذرع
وتحلم،
تمخرُ بالزوارق بعيييدا بعيدا
بوجع ٍ مبرّح وألم،
تحت قناديل نجوم
حمولتها سلال أتون …
حين يقبل الليل
تجتاح رياح ٌ قبلة
العالم والكون!
طعمُها في الحشا مبهم،
ثملون بنسمتها
وبذكراها نتدفى،
ولِدُرَرِ الشؤون نستسلِمُ ..
تاهت ْ على الأرض صباحاتها
وفي حضرة أطياف ٍغرّ ٍ
نزهو، نرقص ونترنّم!
مَن ْ قال من ارض الكنانة
نسمات أندى واشمْ!
أطيار مع الفجر تبكي
وتعلو بأجنحتها
جروحا
في الفضاء تحفرها
لا تلبث أن تلتئم ..
مسترسلون الهذيان
في حضرة وجع أزلي،
مُنظَرٌ، له النفس تَجنّ
ومتاع ٌ ينعدِم ُ فيه الرجاء
فثرى قدميه يعرو له الندى
وهوىً بين الواح الصدر
مقدّر ومضطرم ..
ههنا تنوحُ دعْدُ
وولاّدة تئنُّ،
وهنا، ارجونا
مع السَحَرِ تتأوّهُ،
وهناك تصهلُ زين
َ ومَــمُ يتــألمُ
وخزه الأنــا المداهم
فقدْ يشفى، وحتى يشفى
قد يكون البرج الجبار
قد هوى
والصرح الخرافي ّ
والمعبد قد انهدموا …