قدَّاسُ بخوركَ … جمال/ بقلم: مرام عطية

قدَّاسُ بخوركَ … جمال/ بقلم: مرام عطية
_____________
ديمتانِ من أغانٍ في خريفِ عمري عيناكَ، تورقانِ كرومَ شوقٍ، تغسلانِ أدرانَ حزني بكرزِ الودِّ، وشرفتانِ للضَّوءِ في ليلِ عينيَّ، ترسمانِ الظِّلالَ والأشجارَ، وتلوِّنانِ بحمرةِ الوردِ وجنتيَّ، تتسللان إلى جسدي كلَّ صباحٍ، وتعصرانِ في شفتيَّ توتَ البوحِ، كم يسكنني الحياءُ، وهما تداهمانِ صمتي الطَّويلَ !!
على أمواجهما خيوطَ نورٍ، توقظانِ طفولتي الغافيةَ على ملاعبِ الذِّكرياتِ، تحملانني ترتيلةً بلا جوقةٍ إلى معبد الحبِّ، ترتبانِ شهقاتِ دهشتي على مقاسِ الَّلهفةِ، تنقشانني ابتسامةً على ثغرِ الغيابِ، كقصيدة بنفسجٍ يكتبها نسيمٌ.
أيُّها الحبُّ أمام قداسِ بخوركَ سأحتفي بالجمالِ، أصلِّي، أصيرُ أنثى الزيتون والصنوبرِ، أضمُّ ليمونكَ لضفائري، أرعى غزالاتٍ الشَّوقِ بين شغافكَ، وأصونُ فراشاتِ خصري من عبثِ الليالي؛ لتصوغَ نحلتي أطيبَ الشهدِ من ذااااكَ الرحيقِ.
_________
مرام عطية