كان يأوي قبحه/ بقلم: زهرة الطاهري

 كان يأوي قبحه/ بقلم: زهرة الطاهري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

في البيت الذي عشت فيه

لسنين

كان هنالك عمة طيبة

كانت صاحبة البيت

والبقية مثلي كاللاجئين

 

في البيت الذي عشت فيه

كان هنالك شقيقان

تزوجت أمهما

وأبوهما ظل متزوج

ورماهما كل منهما

إلى الآخر

دون شعور

أو ندم

أو حنين

وكان هنالك طفل

لا أهل له

وكانت هنالك طفلة

متخلى عنها

منذ كانت جنين

في البيت الذي عشت فيه

كانت هنالك امرأة

تأتي للعمل في المزارع

وكانت تحمل على ظهرها

صناديق البطاطس

وهي في الخمسين

 

في البيت الذي عشت فيه

كنا كلنا أيتام

ومتشردين

كل منا جاء هاربا من حرب

كل منا جاء هاربا من شبح التسكع

كل منا جاء فقط لكي لا ينام في الشارع

كل منا جاء فقط لكي يعيش

كل منا كان يأوي

قبحه

وجرحه

وإعاقته الاجتماعية

إلى حين

وكل منا ينام وعظامه

تسيل رملا حزين

 

في البيت الذي عشت فيه

كانت هناك شجرة تين

وابنة عمة أيضا طيبة

تقرأ الشعر

وكتب العاشقين

وتزرع حبا وياسمين

وكان هناك زوج عمة يبيع كل شيء

من وردة

إلى ضمير

من كأس

إلى يقطين

 

زهرة الطاهري

  • Related Posts

    شرودٌ يقظان/ بقلم: كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي

      شرودٌ يقظان كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي   أبوابُ المخارجِ لازالتْ موصدةً رُتُجٌ لمْ تُطرق بعد أجوبةٌ تبحثُ عنْ أسئلةٍ وعلىٰ البسيطةِ شجرٌ لمْ يتبرعم كيفَ تنتابني الغفلةُ وأنا رهينُ…

    ثلاث نوافذ / بقلم: مصطفى معروفي

    ثلاث نوافذ بقلم: مصطفى معروفي ـــــــــــــ ــ النافذة الأولى: ناضل ما ناضل لا شيء رآه تغير و أخيرا نام على الذكرى و احتج على أن قناعته ما زالت قابعة في…

    You Missed

    لا تسألني…من أكون…/ بقلم: فاطمة معروفي

    لا تسألني…من أكون…/ بقلم: فاطمة معروفي

    المحامية جيهان توماس… قبلة التائه في أمريكا / بقلم: فاطمة معروفي

    المحامية جيهان توماس… قبلة التائه في أمريكا / بقلم: فاطمة معروفي

    متى تفهموها صح؟ / بقلم: خالد السلامي

    متى تفهموها صح؟ / بقلم: خالد السلامي

    إنّما قاتلَ اللهُ الحربَ ما أبشعَها/ بقلم: فراس حج محمد

    إنّما قاتلَ اللهُ الحربَ ما أبشعَها/ بقلم: فراس حج محمد

    كتبْتُ إليكَ مِن نَبضي وقلبي/ بقلم: هدى الجاسم

    كتبْتُ إليكَ مِن نَبضي وقلبي/ بقلم: هدى الجاسم

    حتى إشعار آخر / د. بقلم: ريم  النقري

    حتى إشعار آخر / د. بقلم: ريم  النقري