18 فبراير، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

كروم الطفولة تسألني التفاتةً / بقلم: مرام عطية

كروم الطفولة تسألني التفاتةً / بقلم: مرام عطية

________________________

غراسُ اللوزِ الصغيرةِ التي زرعتها على كتفِ دفاتري المدرسيةِ أطلتْ ضاحكةً بعباءتها الربيعيةِ، تسألني التفاتةً خضراءَ لغزلانُ غديرها الأشهى، وهي تحملُ أطباقَ الزهرِ وعبقَ الطفولةِ النديِّ

لا أدري كيفَ اقتحمتْ هضابي الخريفيةِ وهزَّت جذعي الأسمرَ فتناثرتْ رطبُ الذكرياتِ من أغصانِ نخلتي، وملأتْ سلالي الفارغةَ ومخازني العقيمةَ

نوارسُ الطفولةِ البيضاءِ عادتْ إلى ضفافي وبين يديها أصائصُ الحبقِ والنعناعِ وتراقصتْ كفراشاتِ نهرِ بين ضلوعي، فهدلتْ حمامتي الوديعةُ وهي تتوشحُ بطقوسِ البساطةِ وتتزينُ بأقراطِ الحياءِ

ما أبهاكِ يا كرومَ اللوزِ على مقاعدِ دراستي! كيفَ قفزتِ إليَّ رغم امتدادِ الجليد وانحسارِ أمواجِ الدفءِ؟ ماذا أغراكِ في ضفافي بعد هذا الغيابِ القاسي؟ أجئتِ لتبلِّلي بالندى عطشَ ضلوعي لبساتين الحبِّ أم أتيتِ لتضمِّيني إلى أراجيحكِ طفلة لا تشبعُ من اللعبِ والجري؟

أيتها اليمامةُ القادمةُ من قرى الحبِّ وسهولِ التواضعِ، تغلغلي نقاءً في مساماتي، وذوِّبي في شراييني سكركِ الفائق الحلاوة، فأنا أحبُّ أن أشربَ من جداولكِ العذبةِ، وأعودَ إليكِ زنبقةَ سلامٍ.

______________

مرام عطية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.