لقاء رومانسي مع امرأة جاهلة/ بقلم: عطا الله شاهين

لقاء رومانسي مع امرأة جاهلة..
بقلم: عطا الله شاهين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لم يدر ذاك العاشق بأن المرأة التي تعرّفَ عليها ذات ليلة ماطرة بأنها جاهلة في كل شيء، فحين دعاها ذات مساءٍ للجلوس في بارٍ، راحت تسأله عندما دخلتْ إلى داخل البار الذي عادة ما يكون مضاءً بأضواء خافتة، لماذا الكهرباء ضعيفة هنا، فالمكان لا يناسب لقاءنا، فقال لها: هكذا هي البارات لها ديكورها الخاص، فقالت له أتدري بأنني لا أدري ما معنى كلمة بار، فردّ عليها والغضب بدا خامدا وثائرا في عينيه: البار لأناس يهربون من همومهم، أو هو مكان لتفريغ المشاكل عبر النظر إلى جنون الرقص من نساء يردن الاستمتاع في معنى الحياة بعد يوم عمل متعبٍ، وحين أتى النادل قال لها الرجل: ماذا تريدين أن تشربي؟ فردت علبة كوكا كولا، أما هو فطلب كوكتيلا أنت تدري ما أشرب، وحين عاد النادل بما طلباه من مشروبٍ، قالت له المرأة ماذا تشرب؟ فرد عليها كوكتيل، لكنّ فيه نبيذا، فقالت: ما هو النبيذ؟ فرد عليها يشبه إلى حد ما الكوكا كولا، ففهم منها بأنها امرأة جاهلة… حاول أن يكون لقاؤه معها رومانسيا، بالرغم من جهالتها حتى حينما سألته عن عاشقين كانا يتعاناقان وهما يرقصان رقصا بطيئا، إذ قالت له بينما كانت ترمقهما لماذا ذاك الرجل الذي يرقص يقترب كثيرا من المرأة؟ ظل الرجل صامتا، ولم يجب على سؤالها الأهبل، وقال لها: هيا نخرج، وحين سارا في الطريق قال في ذاته: إن لقائي معها كان رومانسيا لدرجة أنها جعلتني أن اختبر أية امرأة مستقبلا وقتما سأريد الخروج معها، حين تفهم ما معنى لقاء العشاق، وبينما كانا يخطوان على الرصيف قالت لماذا أنت صامت؟ هل كنت متضايقا من أسئلتي في البار؟ فرد عليها كلا، بالعكس كان لقاؤنا رومانسيا، فهزت رأسها، وقالت له ماذا تقصد برومانسي؟ فقال لها: كل شيء تمام، دعكِ من الأسئلة، وها أنتِ تقتربين من بيتك، وودعها وقال في ذاته إنها امرأة جاهلة لم أقرأ عينيها جيدا تحت ضوء خافت..