ماِذا يجري في الجزائر …؟!
بقلم: شاكر فريد حسن
ـــــــــــــــــــــــــ
من المقرر أن تجري في الجزائر، بلد المليون شهيد، في الثامن عشر من نيسان المقبل، انتخابات رئاسية لاختيار المرشح الذي سيقود البلاد في الفترة القادمة.
وقد أعلن الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة عن ترشحه لعهدة خامسة، ما أشعل الحريق في الشارع الجزائري، وخروج المواطنين للتظاهر تعبيرًا عن رفضهم ومعارضتهم لترشح بوتفليقة لولاية جديدة، والذي حكم البلاد لمدة عشرين سنة.
ويتراوح الموقف الشعبي بين الرفض والتحفظ وتأييد البعض لهذا الترشيح، وأعلن قدامى المحاربين والمقاتلين الجزائريين، الذين شاركوا في حرب الاستقلال ضد الاستعمار والاحتلال الفرنسي ما بين السنوات 1954-1962، أن الظروف التي ألمت بالمشروع الوطني هي التي أملت على المجتمع الجزائري بشرائحه وقطاعاته الشعبية المختلفة، واجب الخروج للشوارع والميادين وتجسيد الشعارات التي طالما رددوها، ومطالبة بوتفليقة العدول عن قراره. وهذه الاحتجاجات التي تشهدها الجزائر هي الأكبر منذ العام 2011.
من جهتها دعت قوى المعارضة الجزائرية إلى تأجيل الانتخابات الرئاسية، لأن الظروف الراهنة غير ملائمة لإجرائها، وأنها تشكل خطرًا على استقلال وأمن وسلامة البلاد.
وترى الأوساط السياسية والحزبية وقوى المعارضة والتغيير في الجزائر، أن انتخابات تشريعية نزيهة تفتح الباب أمام كل التيارات السياسية بكل اتجاهاتها وطروحاتها للمشاركة فيها، وتجري تحت رقابة وطنية ودولية، وذات شفافية مطلقة، هي وحدها القادرة على خلق المناخ الديمقراطي الصحي في البلاد، الذي من شأنه أن ينتشل الجزائر مما هي عليه الآن من مأزق ومحنة وأزمة سياسية واجتماعية داخلية.
إننا لعلى ثقة تامة بأن الشعب الجزائري وقواه الوطنية الديمقراطية التقدمية والعلمانية يمكنها وباستطاعتها ، بوعيها وإرادتها وتحركها المتواصل وبمظاهراتها الغاضبة ، إرغام بوتفليقة على عدم خوض الانتخابات المقبلة ، وتوفير الشروط الضرورية لتثبيت حرية الشعب في الاختيار، وتبني المطالب الشعبية، من خلال الحراك الشعبي السلمي الحامل لكل القيم الأصيلة لشعب الجزائر العظيم ، الذي يعكس تطلعاته العميقة والحقيقية في الحرية ، والعمل لتحقيق أهدافه ، واستكمال المسار التاريخي للاستقلال الوطني ، الذي تحقق بفعل الثورة الجزائرية ، التي تغنى بها الشعراء والكتاب على امتداد الوطن العربي ، وبفضل كفاح الجزائريين ضد الاحتلال الفرنسي البغيض.