13 فبراير، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

معلمتي القديرة/ليث شعبان

 

معلمتي القديرة

جميلة تلك الصدفة التي قادتني إليك من جديد، منصف ذلك القدر الذي أتاح لي الفرصة لأقدم لك آيات الشكر والامتنان لتلك السنين التي قضيناها، نرتشف العلم والتربية منك.

ثلاثة عشر عام مضت على تلك الأيام التي جمعتنا في تلك القرية النائية، كنت مقبلاً على مرحلة جديدة من حياتي وكان قدومك على مدرستنا نعمة من المولى، تلك المعلومات التي تأسست عليها في علوم الجبر والهندسة التي قبلتي أن تتكرمي وتعطينا دروسها رغم أنها ليست من اختصاصك، كانت لها دورا كبير في حياتي الثانوية والجامعية التي درست فيها البرمجيات.

ما زلت أذكر تلك الفترات العصيبة من بداية كل درس التي تمتد لربع ساعة وأحيانا أكثر وأنت تقومين بمراجعة الدروس الماضية وتوجيه الأسئلة إلينا، التي كانت أشبه بالمثول أمام القاضي وتتمنى البراءة، لكن لطالما حظيت بالبراءة.

ثلاثة عشر عام مضت على تلك الأيام الجميلة، التي أصبحنا الآن نتحسر عليها ونتمنى عودتها لكن كيف تأتي، وما هو السبيل لذلك ؟!!

ثلاثة عشر عام مضت ولم تغب ذكراك كواحدة من أفضل المعلمات اللواتي تلقنت على أيديهم العلم والمعرفة، وكانت تلك العلوم أشبه بمنارة أضاءت حياتي على امتداد ذلك العقد من الزمن.

ثلاثة عشر عام مضت وأنا كنت مصمم على النجاح والتفوق وان أكون أهل للثقة التي زرعت فيني من قبلك ومن قبل المعلمين الآخرين.

لكن يؤسفني بأن أخبرك بإن الحياة تخلت عني في السنة الثالثة من دراستي الجامعية وغدا الفشل حليفاً لي رغم الجهد الكبير الذي بذلته للابتعاد عن شبح الجهل والفشل عني.

نشوة عارمه وفرح شديد ينتابني وأنا أخط هذه الحروف وأعلم بأنك باهتمام سوف تقلبي حروف هذه الرسالة وتقرئينها، ولربما ستضحكين وتبتسمين ولربما تتجاهلينها ولن تسعفك الأيام الطويلة التي مضت بتذكري وتذكري الكلام والهذيان الذي خططته في هذه الرسالة.

تمنياتي بأن تحفظك العناية الإلهية وتحفظ كل الذين تحبيهم وتبعد عنك نار الحرب وشظف العيش في ظلها.

 

 

دمتي بخير

طالبك: ليث شعبان

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.