ناثر الظل…/ أديبة حسيكة
ناثر الظل..
ماذا في الغياب لي
يا ناثر الظل!
ما كان موتي ساعة
هي حقول الليل المحمومة بالوحدة….
المبشرة بالهطول السخي
حين تقصيني أسرارها في وهم الضباب الخفي
هو..هذيان مرايا القمر حين تلج ايقاع النهر المضطربة حواسه..
ويموسق للقلب رعشة الأغنيات على شفة الزهر الندي
ويناديني لأمسك بكتف ضفتيه كي لا يقع عن ظهر الجرف المستبد في
أعماق النفس التواقة للسمو
هي…الحقيقة القصوى على جناح الشغف المستميت
المبتل بفوضى الحقيقة الحائرة
لو تأتيني موشوما بمسام العطر
لتفتحت على خد الأثير
وردة السر
في قبلة البوح الثائرة
وأوغل الصدر الحفي بالضياء
احتفالاته الخضراء
على موائد مراعية البكر
بقبلات ذكرياته الآسرة
…..لو تحمل عني المنهك من حلم يومي
ما رميت أثقال كتفي قاع صدري
ولا فاض على كفي حزن البحر
في برزخ السنون الفاصلة
بين انحدار المسافات
وقامة الوصول المهيب
تعانقنا غريبين
ثم اختلطنا رحيق الدم المبجل
كنت معي…وقتي المتأهب للذوبان
في ارتعاشة اللحظة القاتلة
حين قفزنا بعد الخمسين اثنان
وتلاشينا نبضة…نبضة
نحو العدم
وحدي…. من هزمها عناق الحنين المثقل ببوح النحيب
ووحدك…من أدخل في رئة المعنى عبق الفصول من مناخات هذا الجسد العجيب
حتى تنفست من ناموس الطين عطر الألم
ووحدك…من أدخلني في غيبوبة القمر وحلم الأشجار الواقفة..حين طال ليل فرعها نضوج حمى القبل…. وفردت أذرعها نحو الضوء الموشى بالخجل
ووحدك…من أدخل في بهاء النور
كلي في أنا
وأنا في الكل
ف . ماذا في الغياب لي
يا ناثر الظل !
بقلم: أديبة حسيكة