هاجس الحياة/ بقلم: مها دعاس
ــــــــــــــــــــــــــ
الغرباء كالغبار
لن تشعر بهم إلا إذا تكاثروا في مكان ما
وجب إزالتهم منه
الغبار المنسي على حافة الوقت
يتطاير لأقل مفاجأة
دمى متحركة سريعة العطب
في ساحات لا يألفون رائحتها
مصابون بربو المكان والاختناق
كل ما عليهم أن يتقنوا التمثيل
وارتداء الأقنعة
توزيع ابتساماتهم المجانية للكلاب المدللة
لهم من الأمس ما يكفيهم
ليعرفوا كيف سيمضي اليوم
بنبوءة الرضوخ للضباب
وتجذيف المرارة بالانتظار
الوقت وَهم
يمر بروح عنيدة تواصل الاستمرار على أجسادهم المتعبة
بأقل حياة ممكنة وصورة
لن تنجو من الغد
بأعجوبة بين ذراتهم المتناثرة
يكتنزون التلال في ذاكرتهم
تتدفق البيوت المهجورة والنوافذ الحزينة
قضبان السجون ورفاق الطريق
من عادوا بلا مأوى
من استيقظوا ليحرسوا الخيام
يستقرون في القلب كالملائكة بلا خطايا
يعيدون للأمس تألقه
ليصير اليوم أكثر سكينة
الأمس النازف في ملامح المكسورين
القيود الكثيرة تصير صورة وردية
وأغنية من الزمن الجميل
الجميل كهاجس الحياة …
….