25 يناير، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

وصايا العاشق /نمر السعدي

 

وصايا العاشق

(4)

ضوءُ فراشةٍ ينسابُ من قدميكِ

أو من منجمِ الذهَبِ المعتَّقِ واشتباهِ الشمسِ

هذا مهرجانُ الزنجبيلِ إذن

وعرسٌ للندى الصيفيِّ ..

نومُكِ ماءُ صلصالي ونومي سروةٌ وحمامتانِ صغيرتانِ

تربِّيانِ بنفسجاً في ظلِّ تمثالٍ

فلا أدري بماذا كنتُ أحلمُ

كانَ قلبي في حوافِ الأرضِ بحريَّاً وليليَّاً

ويُشبهُ مرَّةً فزَّاعةً سوداءَ أو قمراً هلاميَّاً تخثَّرَ.. مرَّةً أخرى

(5)

بماذا كنتُ أحلمُ؟

آهِ لا أدري…

بغيركِ لستُ أحلمُ ربَّما

ويصيبني ضجرٌ من المدنِ الحديثةِ والبحارِ

يصيبني مطَرٌ خفيفٌ منكِ..

(6)

أيُّ فراشةٍ حجريَّةٍ حطَّت على عينيَّ

فانشقَّ النهارُ كزهرةٍ بريَّةٍ بيضاءَ

تحرسُ نومَ أنكيدو من الدمعِ المنافقِ

في مرايا نسوةٍ كسَّرنَ في دمهِ وصايا الملحِ

كُنَّ على طريقِ الغيمِ والريحِ العقيمِ معاً؟

وكنتِ دليلتي الأولى

وكانَ يدورُ حولَ ظلامهِ أو بئرهِ شمشونُ

يصرخُ صامتاً في الليلِ صرخةَ من يموتُ

تقصَّفتْ كفَّاهُ وهو يدُقُّ صخرَ البرزخِ العاليِ..

(7)

وقلتِ وأنتِ من وجَعِ الغناءِ

تكفكفينَ الطيرَ عن عينيَّ:

كيفَ تسيرُ في المعنى..

تهشُّ على الصدى الخاوي بغيرِ عصاكَ؟

كيفَ تكونُ بكَّاءً وأنتَ من الأثيريِّينَ؟

كيفَ تكونُ مشَّاءً ولمْ تبرَحْكَ دارتُكَ

التي أقوَتْ على الأحلامِ؟

دَعْكِ الآنَ من هذا الهباءِ

فلونُ أقواسِ الغروبِ يزيدُني حزناً بلا سَبَبٍ

(8)

أفكِّرُ بالفتاةِ الأجنبيَّةِ حينَ فاهَتْ بالشهادةِ

وهيَ تسلمُ قلبَها لنصاعةٍ في الغيمِ والمنديلِ

أو في زهرَةٍ الصُبَّارِ

كنتِ شبيهةً فيما أُحبُّ لها(لتلكَ الأجنبيَّةِ)

نخلةً وقرينةً لسمائها الأنثى

فيا لغتي استعيديني من الأنهارِ

أو من جُبِّ أورفيوسَ

كيْ أصفَ اختلاجي مرَّةً

أو أقصصَ الرؤيا على أحدٍ سوايَ

فلا يصدِّقُ ما جنَتهُ يدايَ من طَلْعِ الغبارِ

(9)

لمنْ إذنْ سأرتِّبُ الفوضى

بذوقِ أميرةٍ شرقيَّةٍ حسناءَ

تنحتُ رفرفاتِ الطائرِ الملتاعِ من فمها

ومن غيمِ القصائدِ؟

كيفَ أرسمُ قوسَ أسرابِ السنونو

في حنايا الأرضِ لا في الأفقِ

وهيَ تعودُ من أقصى الشتاءِ إليَّ؟

(10)

كيفَ يشيلُ شمسَ المريماتِ فمي

لكيْ تحمي شفاهي عندَ بابِ الليلِ؟

كانَ الليلُ جلَّاداً بلا قلبٍ ولا آذانَ

ينبحُ أنَّ خمرتهُ التي امتزَجتْ بأنهارِ الدماءِ

تحدَّرَتْ من حكمةٍ سوداءَ صالحةٍ لأنسنةِ الضباعِ…

لمن إذنْ سأهذِّبُ الايقاعَ في المعنى

ومن سأحبُّ بعدَ تقهقرِ الطوفانِ؟

نمر السعدي

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.