اعترافات امبراطور الغضب …..الشاعر ايفان زيباري – واحة الفكر Mêrga raman

0

اعترافات امبراطور الغضب

أحب أن أكون
مارشال
او بريغادير
او كولونيل
او ليفتنانت
او ليوتنانت
ولكن دعوني
ان اواصل الابحار
في انغام هذه الموسيقى
التي تحتل كياني
التي تحاول اغتيالي
وانا على منبر الغضب
اريد
ان استيقظ من هذه
اللعنة الازلية
التي تقيدني
بالحبر والدم ورماد سيجارتي
اريد ان
اطير على امواج
المحيط البنفسجي
بدون
شروط وصكوك
تحرمني من الموت
على الكرسي
القادم من عصر الطغاة
اريد ان اعيش
لحظة الوداع
دون رقابة ميكيافيلية
او اساطير ماركسية
او قصص لينينية
او حكايا جاوجيسكية
اريد الرحيل
من هذا الوادي
الذي يستحوذ على
الجثث المتهشمة
دعوني
اقول ما اريد
دعوني
استقيل
من بلاط الملك والامير والرئيس
لا استطيع ممارسة السلطة الان
استحالة ان اكون
لؤلؤة في عنق الخادمة
تعبت
في الماضي واللاماضي
في الحاضر واللاحاضر
في المستقبل واللامستقبل
تعبت
في
الشوارع
والحصون التراثية
والجماجم العصرية
والنياشين الثورية
اريد ان
ابقى ذلك الوشم العنيد
على رقبة الامبراطور
اريد ان
ابقى ذلك الوسام المكبل
بدموع حبيبتي
المطرز بهلاهل امي
المزركش بحكايا جدتي
فقط دعوني
ان اتكلم مرة واحدة
في هذا العصر
الذي صنعته بقلمي
دعوني اعود
من تلك القرية الضائعة
لم يبقى الصمت صديقي
ولم يبقى الصراخ رفيقي
فأنا
الحزين الابدي
والعاشق الثوري
والشاعر الفيكتوري
والامبراطور العاشق
دعوني اعود
عاريا
او دعوني
البس ( البكيني)
او دعوني
احاول الصيد في المحيط البنفسجي
لعلي
افترس ذاكرتي
والتهم بقايا عظام الملائكة
واقتلع جذور
توابيت الحثالة
فقط لا تقولوا لي
انتظر موعد الثورة
حسب
القوانين
والشرائع
والدستور
فقط دعوني
ان اشرب قطرة
من مياه
واحة
(سيدتي الجميلة )
فقط لا تقولوا لي
انك ( اوديب )
في صورة انسان
فقط دعوني
ولن اتكلم
ولن اقول
ولن اكون صانع ( اسلحة العشاق)
وموحد بقايا الحروف الفرعونية
واللاتينية والعربية
نعم حتى الحروف العربية
وسأنسى العروبة
وسأترك عربة الخرفان ورائي
وسأترك مأساة امي
وتأريخ عائلتي
وخطايا طفلتي
ودموع زوجتي
وصراخ القبور
ونكسة الاصنام
وصمت العرب
من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب
من الشرق والى الغرب
اعدكم بالصمت والصراخ
فلقد أصدروا حكما بطردي من الارض
وقتلي واعدامي واعتقالي
واحضاري مرة اخرى
الى محكمة البراغيث
عاصمة المحيط البنفسجي
تعبت من كثرة
سماع دبيب النمل
على جدران غرفتي
وصهيل الخيل
على صفحات تأريخ هزائمي مع النساء
ومشاهدة الافلام الاباحية
والصور المختزلة
في صومعة ذاكرة الحرب
نعم اعدكم
بالصمت والصراخ
اينما ذهبت
ولكن دعوني ان احيا اللحظة
على طريقة (جان دمو)
او على طريقة ( ارنيستو تشي جيفارا )
او على طريقة ( فيدل كاسترو )
وقد اكون
النقطة الشاردة
التي ترغب الرحيل
الى وطن الصعاليك
لكنني لن اكون
ذلك الوهم النائم
ولا ذلك الوشم العنيد
بل سأكون الصرخة
التي صنعت اسطورة
(اعترافات امبراطور الغضب )

ايفان زيباري
شاعر وكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *