رايات حمراء هشّة / ميديا حسن – واحة الفكر Mêrga raman

 

شظايا عواطفهم خامدة تأبى الهروب إلا أنا. أهرب تحت المطر بحثاً عن تراجيديا هشّة وعن المرض أخيراً، بحثاً عن أشياء كثيرة ضائعة.

في مهب هذه الذاكرة كان عليّ أن أقول لكَ “أحبكَ” بالكُردية لتصلك همسات الحب أكثر، لتغوص في هذا التيار أكثر، ضجيج الأعياد كارثة تعيد لنفسها الفرح رغم كل الظروف إلا أنتَ، كنت تختبئ خلفها وتصنع منها كوخاً من الهروب. راية الحب لم تعد تعني لي الكثير مزقتها منذ كانت عاطفتي تحبو، كان عليّ ترك تلك الخُصلة الباردة لتنتهي هذه الطقوس المزيفة ولننتهي من عبث الطرقات ودفيْ المطر.

كان عليّ نزع هذا المعطف عنك لأدرك قساوة برد الغياب أكثر، كان عليّ أن أحبكَ أكثر مما أحببتكَ يا ليمون…! لن أوهم نفسي مجدداً بقدومك عبر هذا الضباب ولن أقل لكَ تعال حال انتهاء ديسمبر وأجلب رايات الحضور الدافئ لا. لن أفعل هذا.

زواياك حجرة مأجورة ثمينة الأنفاس، ثمينة الوجود أشياؤك الجميلة كتُحف تاريخية نادرة الوجود، كلُّ شيء لكَ تبني في ذاكرتي قصيدة حتى قشور الرمّان تخشى فقدان رائحتك حتى أنا كنت أخشى ذلك منذ عصور.

خبئتُ زهرة صغيرة في كتابنا المفضل لكنها ذبلتْ فيه، ذبلتْ ويبستْ لتعطي صورة حقيقية عني لتشكي لكَ عن آثار الغياب تلك الزهرة حتى وان لم تزهر مرة أخرى لكنها ستبقى تفوح بروائح معتقة.

أتذكر حين أتيتني بكلمة “أحبكِ” ؟؟ كانت الأكاذيب في يومها تفوق الحنين، تفوق سطورك المليئة بحبر الضباب، يا لها من أكذوبة، يا له من حب.

 

ميديا حسن

كاتبة

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *