منذ أربع سنواتٍ خاوياتٍ
وهو يهزّها مثل شجرةٍ رطبةٍ من دون أن يسقط منها شيءٌ
لقد كانت كلّ أمنياته أن يفعل هذا، فتتساقط عليه أحلامه التي كانت تتكون من أربعة حروفٍ لا غير وهي :
أ ح ب ك
وحينما شعر باليأس قرر جمع ذاته وشد الرحال عبر قارب التعب ليذهب إلى الحرب
فذهب وبجعبته ألف سؤالٍ وسؤالٍ
ثم خاض معارك كثيرةً بينما كان مهملا فلا رسائل ولا أصدقاء
إنه وحيدٌ تمامًا
وهكذا مضت ثمانية أشهرٍ ثم عاد وفي عنقه تتدلى أجزاؤه مثل قلادةٍ
أخذ فترة طويلًا في بيته وهو يسقي أجزاءه كما يُسقى الورد
وإذا تم سؤاله عن ذلك يجيب :
إنني أسقي نفسي لعلها تنمو لأجلها من جديدٍ
وهو في هذه الحال يُطرق الباب وإذا بالطارق ليس سوى صغيرته المختبئة في قلبه وحين تراه تقوم باحتضانه وتتحدث عن شوقها إليه وحزنها العميق لفراقه وهو صامتٌ يتطلع إليها ويصغي لما تقول فيرى الأحلام تتساقط من ثغرها تلك الأحلام التي كان ينتظرها في الماضي
لكن يا للوعته
إنه عاجزً عن التقاطها وذلك لأنه عاد من الحرب من دون كفيّه
نعم من دون كفّين .. !
مالك البطلي / كاتب عراقي