أدخرُ لكِ الكثير/سعدي عبد الكريم – واحة الفكر Mêrga raman

 

 

 

ادخرُ لكِ الكثير

يا أنتِ …

يا مملكةً من النجمِ

ومن الهولِ

نَسجَ الله أنوثتكِ

من مدادِ الضوءِ

وترانيم النوءِ

عند حدودكِ تتهيبُ الكلماتُ

وتختصرُ المدياتُ

وأنا شاعرٌ

أضاعَ حدودَ الحرفِ

في عينيكِ !

كالصبحِ الطالعِ من كوّةٍ معتمةٍ

مدججٌ رأسي بالأفكار

يتدحرج على أرصفة الموانئ

ومدن المنافي

والخيبات،

.. أدخرُ لكِ أكواناً من الشوق

يا جمار نخل العراق

افتقدُ وجهكِ المبلول بالعطر

والمطر،

وبالسِحر،

أيتها الشرفة المشرعة للنازحين

الى الضوء

يا زنبقة الأرض

وفاكهة الجنة

.. أدخرُ لك هولاً من الحب

في أزمنة الحرب

يا أيتها الهاربة من مملكة الغيث

صوب مدن الجدب

يا قبلة العاشقين الأولى

يا ملامح النخلة

الغافية على ضفاف الفرات

وشواطئ دجلة

كاستدارة الأفق أنتِ

يا دمعة الوطن

الذي تفرق دمه بين القبائل

.. أدخرُ لك كثيراً من الحب

يا أيتها الــ … (هنا)

والــ … (هناك)

أعيريني صبركِ

أيتها الحانية كعنقود عنب

على حائط بيتنا العتيق

لامسي وجهي بضفائركِ المعقودة

بمواسم الحصاد

وزقزقة عصافير الغبشة

يا تفاحة آدم

أقضمّها،

وأهبط من أعالي الفردوس

الى أسافل اللّذة

تعاليّ …

.. فأنا أدخرُ لكِ حكايا

من الوجع اليومي

والقهر اليومي

والضيم اليومي

سأقصها عليكِ

حينما يخيّم علينا

الليل !

 

 

 الشاعر سعدي عبد الكريم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *