المطر يُغرقُ سريري الموحش/ أديب كمال الدين – واحة الفكر Mêrga raman

 

قالَ لي: الحياةُ قصيرةٌ فلا تقلقْ.

إنّها تشبهُ جلسةَ عابرِ سبيلٍ تحتَ ظلِّ شجرة.

قلتُ له : أرجوكَ دلّني على هذه الشجرة.

*

البارحة، أعني اليوم،  أقصدُ غداً

التقيتُ صدفةً بحرفي في الطريق

ورأيتهُ يحملُ أكثرَ مِن نقطةٍ مُحطَّمَة.

*

في غرفةٍ تشبهُ الكهف

جلستُ وكتبتُ تحتَ ضوءِ شمعةٍ كبيرة

أربعين كتاباً في العشقِ والموتِ والجنون.

كنتُ سعيداً لأنّني كنتُ أعلّقُ فوقَ رأسي

صورةً نادرةً لكلكامش وأنكيدو

يضحكان منّي ومِن كتبي:

كتب العشقِ والموتِ والجنون.

*

أفضلُ قصائدي كانتْ عن المطر

لأنَّ المطرَ  كانَ يبلّلُ شُبّاكَ غرفتي،

وأحياناً يدخلُ منه ليبلّلَ فراشي المُوحش

بكثيرٍ من الحياة.

*

الحُبُّ مرآةُ المطر

فالمطرُ يحبُّ الجميع:

الملوك والشعراء والعصافير والكلاب.

*

كلّما رأيتُ وردةً جميلةً شهيّةً تفتّحتْ للتوّ

تذكّرتُ كيفَ غرقتُ في النهر،

غرقتُ حدّ أنْ أصبحتُ حرفاً دونَ ذاكرة.

*

في مدينةِ القططِ والفئرانِ والكلاب،

قرأتْ عليَّ نقطتي قصيدةً عن الغزال،

قرأتها حتّى دمعتْ عيناي.

*

على شاطئ الفرات

يتناوبُ القتَلَةُ على دورِ الجلّادِ ودورِ الضحيّة.

ولم يكن الفراتُ يأبه كثيراً لما يحصل

لأنَّ مجرى الدمِ فيه

كانَ يسيرُ إلى جانبِ مجرى الماء

منذ الأزل.

*

ملّلتُ من مشاهدةِ قصصِ الحُبِّ البائسة

على شاشةِ السينما

وصرتُ أفضّلُ مشاهدةَ قصصِ الضائعين في الصحراء،

معَ أنَّ الصحراء في قلبي بحجمِ الجحيم.

*

أينَ هو المطر؟

ولماذا اكتفى بإغراقِ فِراشي المُوحشِ هذه الليلة

مع أنَّ الاتفاق معه كانَ صريحاً:

أنْ يغرقني حدّ أنْ أنسى كلَّ شيء عدا النسيان؟

 

******************

مقاطع من قصيدة طويلة

الشاعر أديب كمال الدين

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *