‏أنا مُمتنٌ/ أحمد ديريكي – واحة الفكر Mêrga raman

 

 

‏أنا مُمتنٌ

 

 

للحظ السيئ

للأوقات الصعبة

للطرق المُتشققة

للطفولة التي لم أعِشها

للقطارِ البطيء الذي لم ألحق به

للمدارس الناعمة التي رفضت تعليمي

”      ”         ”

أنا ممتنٌ

للرؤساء الساقطين أمام قلمي

للوزراء الجبناء الذين حرموني لقمة عِلمّ

للعواصف الهاربة التي لم تعتذر لكوخِ المُهدّم

للطائراتِ الورقية التي كنتُ ألوحُ لها عبثاً

للشرطة الجبانة التي لم تَكُف عن اعتقالي يوماً

للسجناء الشرفاء الذين رتّبوا على أكتافي

للقيود الفولاذية التي خجلت مني وانكسرت

”       ”              ”

أنا ممتنٌ

للباصات الصغيرة المليئة بالعشاّق وأنا الوحيد

للعشّقِ الكافر الذي يكرهُ ذِكرَ أسمي دوماً

للجوع اليتيم الذي لم يُفارق معدتي

للشبع الكريم الذي طوق عيني بكحله

للكبرياء الجميل الذي حملني في عينيه

للغربان المزجة المثيرة للشفقة

للقلوب الحجرية التي أرهقتني بالحنين

للأحاسيس الميتمة التي علمتني برد الشتاء في الصيف

”          ”             ”

أنا ممتنٌ

لقدمي المكسور الذي علمني فوائد الحليب

لجسدي الهزيل الذي حمل قلبي الثقيل

للحروب القذرة التي علمتني معنى السلام

للموسيقى الحزينة التي أغرقُتني بدون بحارّ

للندى المُخمر التي علمتني مغازلة الصباح

للفأس الخائن الذي علمني معنى الوفاء

للكوردي اليائس الذي علمني الأمل

للسُحب الداكنة التي تبكي عوضاً عني

للفرح الذي حظرني هذا الصباح

لذاك الصحفي الذي يبتلعُ مقابض الأبواب

لكافة الأيادي التّي لم تلتقطني وأنا أنهار ببطيء

 

شكراً لكم

شُكراً لأمي التي أحسنت تربيتي

لولاكم لما واصلتُ مسيرة الركضِ في هذه الحياة

 

الشُكرِ لكُم جميعاً قُرائي.

 

 

 

 

 

أحمد ديريكي .. مكتوم القيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *